ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تصاعدت بشكل ملحوظ مع إعلان طهران مؤخرا عزمها تقليص تعاونها الكامل مع الدول التي لا زالت تحافظ معها على الاتفاق نووي، فتحدثت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "هجمات مخطط لها" ضد القوات الأمريكية والأصدقاء في الشرق الأوسط.ونقلت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- عن مسئولين في الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع "البنتاجون" قولهم:" إن تلك التهديدات أدت إلى إعلان البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الأحد أنه قرر نشر حاملة طائرات أمريكية وقاذفات سلاح الجو في منطقة الخليج". وكانت وسائل إعلام رسمية في إيران قد نقلت يوم أمس عن مصدر مقرب من لجنة حكومية تشرف على الاتفاق النووي القول بإن الرئيس حسن روحاني سيعلن أن بلاده ستقلص بعضا من تعهداتها "البسيطة والعامة" - الواردة في الاتفاق - غدا الأربعاء الثامن من مايو، أي بعد عام بالتمام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق.وقالت الصحيفة:" إن التصعيد الأخير لم يكن سوى عنصر واحد من موقف عام تنتهجه السياسة الخارجية في الأيام الأخيرة ويتسم بالصرامة، فقد أكد كبار المسؤولين من جديد رغبة الرئيس ترامب في استخدام القوة في فنزويلا، فضلا عن تهديد ترامب يوم أمس بفرض عقوبات تجارية واسعة ضد الصين".وأضافت الصحيفة: "مع ذلك، يبدو أن إيران أصبحت المحور الرئيسي لعمل الإدارة الأمريكية، فيما قال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يسعون إلى شن حرب مع إيران بل ملتزمون بتطبيق أقصى قدر من الضغط لتغيير ما أسموه بسلوك إيران "الخبيث" في المنطقة".وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن إدارة ترامب فرضت -منذ انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في العام الماضي- عقوبات على مشتري النفط الإيراني وصنفت فيلق الحرس الثوري الإيراني، وهو فرع من الجيش الإيراني، كجماعة إرهابية، كما أعلنت وزارة الخارجية يوم الجمعة الماضية عن قيود جديدة ضد البرنامج النووي المدني الإيراني.وأوضحت أن هذا البرنامج المدني مسموح به بموجب الاتفاق النووي، الذي لا يزال مدعومًا من قبل المُوقعين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى روسيا والصين، والذين أصدروا بيانًا شديد اللهجة يوم السبت الماضي أكدوا فيه "التزامهم المستمر" بالاتفاق.وعلى الرغم من أن الحكومة الإيرانية لم ترد بشكل مباشر على الخطوة الأمريكية الأخيرة، إلا أن وسائل الإعلام التي تخضع للحكومة قالت إن الرئيس حسن روحاني سيكشف النقاب عن التدابير المضادة التي سوف يتخذها لمواجهة الإدارة الأمريكية في خطاب من المقرر أن يلقيه غدا الأربعاء بمناسبة ذكرى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي. وأشارت "واشنطن بوست" إلى تصريح أدلى به "مصدر مطلع" لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أكد فيه أنه من غير المرجح أن يعلن روحاني عن الانسحاب الكامل من الاتفاق.ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دينيس روس، الذي شارك في المفاوضات الأمريكية في الشرق الأوسط خلال عدد من الإدارات، قوله إن هناك خيارًا آخر ممكنًا يتمثل في إمكانية أن تلجأ طهران إلى تخصيب كمية صغيرة من اليورانيوم بنسبة 20% مثلا – وهي تعد أكثر من خمسة أضعاف المستوى المسموح به بموجب الاتفاق- أو توفير الوقود لمفاعل الأبحاث الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات جديدة، واعتبر روس أن ذلك سيكون انتهاكًا تقنيًا للاتفاق، لكن الإيرانيين سيقدمونها على النحو التالي:"لم يتبق أمامنا أي خيار".
مشاركة :