دعا عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق؛ الأسر، إلى التأكد واختبار قدرة المعدّدين على العدل وتحمُّل مسؤوليات التعدُّد والقيام بأعبائه بمواجهتهم ومساءلتهم قبل الموافقة على الزواج الثاني حتى لا تصبح بناتهم ضحايا للطلاق وزواجات فاشلة! كما حذّر في الوقت نفسه المعدّدين من اعتبار الزواج الثاني مجرد نزوة ونزهة، محذراً أيضاً الزوجة الأولى من أن سعيها في طلاق الثانية ليس انتصاراً؛ بل معصية وأن العقوبات ستطولها، فالحسود لا يسود، ودعاء المظلوم مستجاب. جاء ذلك، في معرض حديث "المطلق"، أمس، عن العدل بين الزوجات في برنامج "فتاوى" على القناة السعودية الأولى، رداً على امرأة اشتكت من ظلم زوجها وإهماله حقوقها، ومبرره في ذلك خوفه من زوجته الأولى. وقال: "أقول للزوجة الأولى أنت الآن تعتبرين نفسك عندما تُطلّق الزوجة الثانية أنت منتصرة، لا والله أبداً لست منتصرة لأنك عصيت النبي ﷺ؛ أنت طلبت منه أن يطلّق وضغطت عليه إلى أن طلّق، النبي ﷺ نهى أن تطلب المرأةُ طلاقَ أُختِها؛ لِتكفَأَ ما في إنائِها". وحذّر "المطلق" النساء: "يا بناتي ترى هذا من الحسد، والحسود لا يسود، وثقي ثقة تامة أن العقوبات ورائك، وإن دعاء المظلوم مستجاب، رب العالمين يقول لدعوة المظلوم "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". وخاطب الراغبين في التعدُّد وقال: "الرجال الذين لا يستطيعون التعدُّد ولا يصبرون عليه المفروض يسكتون ولا يعدّدون ويتورّطون ويذهبون يأخذون بنات عباد الله ثم يقصرون في حقهم"، مضيفاً: "بعض الناس يذهب يتزوج ثم إذا زعلت عليه الزوجة الأولى راح يطلّق الثانية هذا حرام وأنا أعتبره والله مصيبة من المصائب". ووجّه نصيحة للزوج المعدّد، وقال: "قبل أن تتزوج، يجب أن تعرف نفسك، الزواج الثاني فيه مشكلات إذا أنت تصبر وتعدل وتحاول أن كلاً يقف عند حده، تزوج، إما أن تضعف مع أول موقف وهزة فحينئذ لا يجوز لك أن تورّط بنات الناس". كما نصح الزوجة الثانية وأولياءها قبل الموافقة على الزواج بفحص نفسية الزوج واختبار شخصيته ومدى ثقته بنفسه وكفاءته وقدرته وتأهله لمسؤوليات التعدُّد وتحمُّل أعبائه.
مشاركة :