مع بدايات 2010 انتشر خبر ظهور فطر قاتل بالمراكز الاستشفائية، هو نوع من الفطريات، خطير مقاوم لكل أنواع المضادات الحيوية والمطهرات عرف باسم كانديدا أوريس. تم اكتشاف هذا الفطر المجهري، لأول مرة في اليابان لدى امرأة تبلغ من العمر 70 سنة، أصابها التهاب على مستوى الأذن، واتضح فيما بعد أنها مجرد الحالة الأولى في سلسلة من الإصابات التي سيصعب احتوائها في جميع أنحاء العالم، وكانت بداية لغز علمي وطبي مستمر إلى الآن. وتلتها إصابات مماثلة في كل من جنوب اسيا والهند، وجنوب افريقيا، والولايات المتحدة، وحتى أوروبا ففي 2016 اكتشفت 72 حالة بمستشفى برومتون الملكي في لندن ببريطانيا، ما استدعى إلى اغلاق وحدات العناية لأيام عديدة، تلتها إصابة 372 بمستشفى بمدينة فالنسيا الإسبانية. ويقتل هذا الفطر شخصا من كل 3 أشخاص يصابون بالعدوى التي تنتشر عبر الدم أو الأعضاء. ويصيب عادة الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة، وغالبًا ما يكونون في أماكن مثل دور الرعاية الصحية والمستشفيات. وبمجرد ظهور هذه الفطريات من الصعب التخلص منها على عكس معظم أنواع الفطريات، ففطريات كانديدا أوريس تنتشر من جسم شخص لآخر ولديها امكانية العيش خارج الجسم لفترات طويلة من الزمن. وبات هذا الفطر منذ ظهوره يشكل خطرا وتهديدا حقيقيا على الصحة العامة بسبب مقاومته للعلاج والتطهير. ففي فرنسا، تم تحديد عدد قليل من الحالات، ولكن في منشور لمركز الوقاية من الالتهابات المرتبطة بالرعاية، يشير أودري موراند، الطبيب في مستشفى سانت إتيان الجامعي، إلى أن "فطريات أوريس يمكن أن تمثل تحديا خطيرا في إدارة المخاطر المعدية " فهي المسؤول عن الإصابات الخطيرة القاتلة في بعض الأحيان، والقادرة على الانتشار لعدة أسابيع في بيئة الرعاية الصحية، ويستغل هذا الفطر الفترات الاستشفائية الطويلة الأمد للمصابين أو تركيب قسطرة وريدية أو جراحة أو مقاومة الجسم للعلاجات من اجل مهاجمة الأجسام والاستقرار على البشرة، ويصيب الأذن بالصمم عند محاولة إزاحته. للمزيد على يورونيوز: دراسة: مشروبات البروتين لبناء العضلات قد تؤدي إلى زيادة الوزن والاكتئاب علماء يحددون مرضا جديدا يصيب المسنين شبيه بالزهايمر مصابو الإيدز يمكنهم ممارسة الجنس دون نقل العدوى للشريك واعتبارا من 28 فبراير، أبلغ مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة عن 587 حالة مؤكدة من فطريات أوريس في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 30 حالة غير مؤكدة، وتم العثور عليه في أكثر من 30 دولة حول العالم. على الرغم من أن الأرقام قد تكون صغيرة، إلا انها تدعو بمسؤولي الصحة إلى القلق. ولقب هذا الفطر في المحيط الطبي بـ "الخارق" وتقول كريستينا كومو، قائدة المجموعة بحث رائدة في علم الجراثيم الفطرية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، إنه رغم اثارة اسمه للخوف والقلق إلا ان الفطر له خصائص تجعل منه خارقا حقا. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من مضادات الفطريات المستخدمة لعلاج البشر، وبعض سلالات فطر أوريس تقاوم جميعها، في حين أن السلالات الأخرى تقاوم واحدة أو اثنتين وهذا يحد من خيارات العلاج لشخص مصاب والسبب الآخر هو "هذه الخاصية المخيفة حقًا لعدم القدرة على التخلص منها". تابعونا على الوتسآب والفيسبوك: