مصدر الصورةEPAImage caption كان أردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول وجهت عدة قوى غربية انتقادات لقرار السلطات في تركيا إعادة الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول التي خسرها الحزب الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. وطالب الاتحاد الأوروبي لجنة الانتخابات التركية بتوضيح أسباب قرارها "بدون تأجيل". ومن جهته، وصف وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قرار إعادة الانتخابات بأنه "غير مفهوم". كما واجه أردوغان انتقادات من الحكومة الفرنسية، وعضو البرلمان الأوروبي البلجيكي غاي فرهوفستات الذي قال إن تركيا "تنجرف نحو الديكتاتورية". وخسر حزب التنمية والعدالة الحاكم في مارس/ آذار منصب رئيس بلدية إسطنبول، أكبر المدن التركية، بفارق ضئيل. وأدى قرار إعادة الانتخابات، يوم 23 يونيو/ حزيران، إلى اندلاع احتجاجات في إسطنبول أمس. وتجمع المئات في أحياء متفرقة من المدينة، حيث رددوا شعارات مناهضة للحكومة. واليوم، قالت فيدريكا موغريني كبيرة الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي، في بيان إن "ضمان عملية انتخابية حرة وعادلة وشفافة أمر ضروري لأي ديمقراطية وفي صميم علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا". ومن جهتها، حثت الحكومة الفرنسية السلطات التركية على "احترام مبادئ الديمقراطية والتعددية والعدالة والنزاهة". أما السياسي البلجيكي غاي فرهوفستات، فقال عبر موقع تويتر إن إعادة الانتخابات في إسطنبول تهدد بجعل محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي "مستحيلة". وانتقد مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، الذي فاز في الانتخابات بمنصب رئيس بلدية إسطنبول، بوصفة قرار إعادة الانتخابات بوصفه "خيانة". واتهم حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه أوغلو لجنة الانتخابات بأنها رضخت للضغط من أردوغان. لماذا تُعاد الانتخابات؟مصدر الصورةGetty ImagesImage caption فاز أكرم إمام أوغلو في انتخابات إسطنبول قال رجب أوزيل، أحد مندوبي حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البلدية، إن قرار إعادة الانتخابات جاء نتيجة لوجود عدد من المسؤولين غير المدنيين أثناء العملية الانتخابية، كما كانت بعض أوراق الاقتراع غير موقعة. لكن أونورسال أديغوزيل، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، قال إن القرار يظهر أنه "من غير القانوني أن يفوز أحد على حزب العدالة والتنمية". وكتب أديغوزيل على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، واصفا القرار بأنه "دكتاتورية واضحة". وأضاف "النظام الذي يرفض إرادة الشعب ولا يحترم القانون لا يمكن أن يكون ديمقراطيا أو شرعيا". وفي خطاب بُث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدان إمام أوغلو قرار لجنة الانتخابات، قائلا إنها خاضعة لتأثير الحزب الحاكم. وأضاف "لن نقبل المساومة على مبادئنا، فهذه البلاد بها 82 مليون وطني سوف يقاتلون حتى اللحظة الأخيرة من أجل الديمقراطية". كما طالبت جماعة من أنصار إمام أوغلو بضبط النفس، قائلة "دعونا نكون صفا واحدا وأن نلتزم بالهدوء، وسوف ننتصر، سوف ننتصر ثانية". ماذا قال أردوغان؟مصدر الصورةReutersImage caption اندلعت مظاهرات في إسطنبول احتجاجا على قرار إعادة الانتخابات في حديث أثناء اجتماع لأعضاء بالبرلمان عن حزب العدالة والتنمية، أشاد الرئيس التركي بقرار إعادة الانتخابات في إسطنبول. وقال أردوغان "نرى أن هذا القرار هو أفضل خطوة تقوي عزيمتنا لحل مشاكلنا داخل إطار عمل من الديمقراطية والقانون". كما قال إن الانتخابات شابها "فساد منظم". لكن ثمة تقارير تشير إلى أن قرار إعادة الانتخابات أثار انقسامات في صفوف الحزب الحاكم. وتشير تقارير إلى أن عبد الله غول، الرئيس السابق والعضو المؤسس للحزب، يستعد لتأسيس حزب آخر. ما هي الخلفية؟ الانتخابات، التي جرت في 31 مارس/ آذار، كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها استفتاء على شعبية أردوغان. وبالرغم من أن التحالف الذي قاده حزب العدالة والتنمية فاز بنسبة 51 في المئة من الأصوات على مستوى الدولة، إلا أن حزب الشعب الجمهوري العلماني فاز في العاصمة أنقرة وإزمير وإسطنبول. وكان أردوغان ذات يوما رئيسا لبلدية إسطنبول. وأدلى أكثر من 8 ملايين شخص بأصواتهم في إسطنبول. وفي نهاية المطاف أُعلن فوز إمام أوغلو بفارق يقل عن 14 ألف صوت.
مشاركة :