عساكم من عواده، مجرد استراحة وملاحظات حول ما نتوقعه من سجال سنوي بين السوشال ميديا وأصحاب المسلسلات الرمضانية، وهو سجال كما اعتدناه ساخن وساخن جدًا، وهي ظاهرة صحية إذا لم تتجاوز الحدود في طرح الآراء ووجهات النظر. فالسوشال ميديا يمثل بشكل أو بآخر الجمهور بعمومه، والمسلسلات جاءت للجمهور بعمومه ايضا، ولابد من سعة صدر لسماع ملاحظات الجمهور عبر منصات السوشال ميديا مهما كانت قسوتها او حدتها او حتى هجومها اذا ظل في حدود المعقول والمقبول اجتماعيًا. وبطبيعة الحال للبرامج الرمضانية الأخرى نصيبها من هذه الملاحظات النقدية والتي قد تكون حادة وقاسية، ومرة أخرى سعة الصدر مطلوبة. ورحم الله أيامًا كانت فيها الصحافة تتحمل عبء النقد والملاحظات، وأيضا تتحمل الملامات، وأحيانًا أخرى تتحمل الغضب والشكايات وشيئًا من المقاطعات. وذاكرتنا ولله الحمد مازالت تحمل حكايات وحكايات عن تحمل الصحف والصحافة ما لا يطاق بسبب مقال أو عمود نقدي لبرنامج او مسلسل، وكان كل ذلك قبل مشروع الاصلاح لجلالة الملك حفظه الله ورعاه الذي فتح لنا فضاء واسعًا لحرية الكلمة والتعبير والنقد، فأصبح بمقدور الجميع التعبير عن رأيه وهو مطمئن من خوف، ولله الحمد والمنة ولجلالة الملك عظيم التقدير على هذا المشروع الرائد الواعد. ونعود من حيث بدأنا، في المسلسلات والبرامج وفي كل المحطات والفضائيات الاحتكام إلى الجمهور هو القاعدة، فقد تنجح برامج او مسلسلات وأصحابها لم يتوقعوا لها أبدًا أن «تضرب» حسب التعبير الفني السائد، وقد تفشل برامج ومسلسلات راهن أصحابها عليها كثيرًا وتوقعوا نجاحًا باهرًا. فمزاج الجمهور متغيّر ومتبدل ومتحول، ولا يمكن التنبؤ باتجاهه تمامًا مثل طقس البحرين ومناخها. لذا لا نلوم أرصادنا الجوية وهي تتوقع حسب المعطيات العلمية حين لا يحدث ما توقعت، فمناخنا له معطياته وحيثياته الخاصة جداً، وكذلك جمهورنا له مزاجه الخاص فيما سوف يعجبه ولا يعجبه من برامج ومسلسلات رمضانية، والمنصات أمامه مفتوحة وفي متناول الأصابع، ومن حقه المشروع أن يبدي رأيًا فيما يشاهد ويتابع، فما يعرض وما يقدم له بالأساس والاحتكام إلى رأيه مطلوب. شخصيًا لا أتمنى «المغثة» في مسلسلات رمضان، فتكفينا أخبار هذا العالم التي ما فتئت «تغث» فينا، لتأتي بعض المسلسلات فتقضي على البقية الباقية فينا من قدرة تحمل «الغثيثة»!!. طبعًا هذا مجرد رأي شخصي، فقطاع من الجمهور يحب البكاء والبكائيات ولله في خلقه شؤون، لكن الضرب والصفع والركل في بعض المسلسلات حقًا وفعلاً مزعج، وإن كان قد انخفض بشكل ملحوظ بعد كثير من النقد. وإذا كان الزائد كما الناقص، فكثرة المسلسلات تشتت الجمهور وتربكه في زمن ما عادت فيه الشاشة الصغيرة سيدة المشهد الاجتماعي في ليالي رمضان، وهذه ملاحظة سقناها وقلناها كثيرًا لكن «بن عمك اصمخ»!!. كعكة الإعلانات تقلصت كثيرًا والفضائيات زادت وتعددت، وصار العراك فيما بينها على الإعلان أشبه بحرب داحس والغبراء، وكان الله في العون. وشاشات الفضائيات وكل التلفزيونات ستتحول من الظهر وحتى الاقتراب من موعد الإفطار إلى «سفرة» تفرش عليها كل فضائية وكل محطة تلفزيونية ما لذَّ وطاب من الأكلات والطبخات التي لا تتغير ولا تتبدل، فالأكل واحد والطبخ واحد، والجمهور حينها خاوي البطن ويشاهد!!. والحديث يطول لكننا مازلنا في بداية الشهر الكريم وهي مجرد «سوالف» سريعة تهيئونا لما هو قادم في الشاشات والفضائيات، وإن كنت شخصًيا متابعًا متقطعًا وعابر سبيل على المسلسلات والبرامج، أشاهدها بالصدفة وأقوم عنها بالعمد.
مشاركة :