المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.انضم الشيخ سلامة حجازى إلى فرقة يوسف الخياط منشدا وممثلا فيها ١٨٨٥، ضمه القرداحى إلى جوقته وشارك فى العديد من عروضها المسرحية من بينها «زنوبيا ملكة تدمر»، «عائدة»، «عفة النفوس» وغيرها من الأعمال، إلى أن قرر الاستقلال عن فرقة القرداحي، وألف فرقة مسرحية فى ١٨٨٨ بالإسكندرية، وانضم لفرقة إسكندر فرح فى ١٨٨٩ وقدم معها العديد من الأعمال المسرحية من بينها «أنس الجليس»، «شهداء الغرام»، «حمدان»، «حسن العواقب»، «تليماك»، «عظة الملوك»، «البرج الهائل»، «أبى الحسن المغفل»، وغيرها من الأعمال. تميز صوته باللون الفنى للأوبريتات، وأول من لحن المارشات والسلامات الخديوية التى كان يغنيها بصوته فى مطلع الروايات، وهو نوع من الغناء الحماسى الذى يحث على المبادئ والأخلاق والولاء للوطن، وأشادت به الممثلة العالمية «سارة برنار» عندما شاهدته فى رواية «غادة الكاميليا»، انتقل بالأغنية من مجالس التخت إلى خشبة المسرح، وجعل منها جزءا أصيلا فى بناء العمل المسرحي، فمهد الطريق للنقلة الكبرى التى أحدثها من بعده وهو «سيد درويش»، حتى انفصل عن فرقة إسكندر فرح فى ١٩٠٥، وقرر تكوين فرقته الخاصة به وقدم من خلالها مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «مطامع النساء»، «الجرم الخفي»، «تسبا»، «السلطان صلاح الدين الأيوبي»، وغيرها، حتى أصيب بخزل الجانب الأيسر فى ١٩٠٩ واستمر يصارع هذا المرض لمدة ثلاث سنوات.ازدهرت فرقة حجازى وبدأت موسمها الجديد فى ١٩١٣، حيث قدمت العديد من الأعمال المسرحية من بينها «الاتفاق الغريب»، «عواطف البنين»، «غانية الأندلس»، هذا وقد تم تكوين جوق جديد يجمع بين فرقتى سلامة حجازي، وجورج أبيض، وسمى جوق أبيض وحجازى وقدم مجموعة متنوعة من المسرحيات من بينها «لويس الحادى عشر»، «عايدة»، «مى وهوراس»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» وغيرها من الأعمال حتى انفصل حجازى واستقل بجوق جديد وقدم مجموعة مسرحيات منها «الأفريقية»، «عبرة الأبكار»، «شهداء الغرام»، إلا وانتقل حجازى إلى مساعدة الأخير وتوقف نشاط فرقته نهائيًا ولم تستكمل مسيرتها الفنية.
مشاركة :