حنين إلى عهد بن علي في تونس

  • 5/8/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت مؤسسة التلفزة التونسية الثلاثاء اعتذارها عن تقديم حصة دينية قديمة سهوًا تشيد بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في أول أيام شهر رمضان، ما أدى إلى انتقادات واسعة للمؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفوجئ التونسيون لدى مشاهدتهم حصةً دينية على القناة الوطنية الثانية في أول أيام شهر رمضان الاثنين، بأحد رجال الدين يقدّم مواعظ دينية ويسترسل في الدعاء للرئيس الأسبق وزوجته بمناسبة حلول شهر رمضان. وردد الشيخ في مقطع الفيديو “نسأل العلي القدير أن يجعل هذا الشهر مباركا على سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وحرمه الفاضلة السيدة ليلى بن علي”. وأردف مسترسلا “نرجو لبلادنا العزيزة تونس أن تعيش الأمن والسلام والأمان في ظل قيادة ابنها البار والنزيه والمخلص والوفي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي رأت بلادنا الخير على يديه”. وسرعان ما انتشر مقطع الفيديو عن الحصة على فيسبوك وتحول إلى مصدر انتقاد ونكات طيلة ليل الاثنين/ الثلاثاء. وقال متحدث باسم التلفزة التونسية إلياس جراية إن عونا مرر تسجيلا لحصة دينية قديمة بالخطأ تعود إلى ما قبل ثورة 2011 وكانت تحمل الاسم ذاته لحصة دينية جديدة. وأوضح جراية أن المؤسسة بأكملها تتحمل مسؤولية الخطأ وهي تعتذر عن ذلك وتتعهد بعدم تكراره. وأصدرت المؤسسة بيانا تضمن اعتذارا رسميا عن “الخطأ البشري غير المقصود أثناء سحب الشريط من خزينة الأشرطة” . وأضاف البيان أن “الإدارة العامة سارعت حال بث الحصة بالقيام بالإجراءات الإدارية لتحميل من تسبب في هذا التهاون الذي مس مشاعر التونسيين والذي لا تقبله المؤسسة بأي حال من الأحوال”. وهذا ليس الخطأ الأول الذي يقترن بتمرير مدائح للرئيس الأسبق بعد الثورة، ففي 2011 وبعد أشهر قليلة من سقوط نظام بن علي وفراره مع عائلته، مرر التلفزيون الرسمي إنشادا دينيا لمطرب مشهور وهو يدعو لثبات حكم الرئيس. وقال معلق على فيسبوك: Mohamed Hsis تمجيد لبن علي وليلى في القناة الوطنية الثانية قبل الإفطار في أول أيام رمضان… مؤسسة التلفزة التونسية التي تعيش خارج إطار التاريخ لا تقتنع بأن الخطاب الديني بعد الثورة يجب أن يتطور كما تطور الخطاب السياسي. يذكر أنه كثيرا ما تنطلق حملات على فيسبوك تطالب بعودة الرئيس بن علي إلى تونس، بل يذهب كثيرون إلى حد المطالبة بتنصيبه رئيسا من جديد عاقدين مقارنات بين وضع التونسيين الاجتماعي في عهده ووضعهم الحالي في ظل ارتفاع غير مسبوق للأسعار. وكانت آخر حملة نادت بعودة بن علي قد انطلقت في عام 2015. والحملة المعنونة بـ”رجّع بن علي”، كتب أصحابها “نحن الشعب، نحن الأقوى، نحن القوة، رغما عن أنفهم سيعود الرئيس بن علي إلى شعبه الوفي لإنقاذ تونس من عمالتهم وإرهابهم”. وآنذاك انتشرت الحملة بسبب الواقع الأمني في تونس ما بعد الثورة، ومعاناتها خلال ذلك العام من ثلاثة اعتداءات إرهابية كبرى خلّفت العشرات من الضحايا، ممّا جعل بعض التونسيين يحنون إلى عهد بن علي، الذي اتسم بإحكام قبضة الدولة البوليسية، وتشديد الخناق على التنظيمات الإسلامية، والتضييق على الحريات مقابل توفير الأمن. غير أنه في الجانب الآخر، يرفض الكثير من التونسيين المشاركة في هذه الحملات، وتظهر تعليقات ساخرة ومنتقدة لها على فيسبوك. ويرفض الكثيرون فكرة عودة بن علي إلى تونس أصلاً، فيما يرحّب بها آخرون معتبرين أن من حق الرئيس الأسبق العودة ومحاكمته في جميع القضايا المرفوعة ضده.

مشاركة :