دفعت قوات الشرعية اليمنية بتعزيزات عسكرية كبيرة صوب مناطق التماس في محافظة الضالع جنوب البلاد وسط احتدام المعارك مع ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران التي تكبدت أكثر من 150 قتيلاً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وصدت المقاومة الشعبية هجوماً للميليشيات على مديرية «الزاهر» بمحافظة البيضاء، كما قتل وأصيب 5 مدنيين جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات في مديرية «مقبنة» غربي محافظة تعز، فيما تواصل الميليشيات الإرهابية افتتاح مقابر جديدة لدفن قتلاهم الذين يتساقطون بالعشرات في جبهات القتال. وأفاد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة لـ«الاتحاد»، بأن تعزيزات عسكرية تابعة لألوية الحماية الرئاسية وصلت إلى جبهات «الأزارق وحجر وقعطبة» من أجل المشاركة في العمليات القتالية التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في الضالع، مشيراً إلى أن أكثر من 3 كتائب عسكرية تابعة للحماية الرئاسية وصلت للجبهات والتحمت بجبهات القتال في «قعطبة» إلى جانب مشاركتها في عملية تأمين مناطق «الأزارق» و«حجر». وذكرت مصادر ميدانية في الضالع، أن المواجهات بين الميليشيات الحوثية وقوات الشرعية مسنودةً بالتحالف العربي احتدمت في وقت مبكّر أمس في مناطق عدة بمديرية «قعطبة»، مشيرة إلى أن اندلاع معارك أخرى بين الطرفين في جبهة «مريس» بمديرية «دمت» الشمالية. ومنذ نهاية الشهر الماضي، تستميت الميليشيات في الوصول إلى مدينة «قعطبة» والسيطرة على معظم أجزاء مديرية «دمت» للتقدم باتجاه نحو مدينة الضالع مركز المحافظة التي طردت منها الميليشيات في العام 2015. وحررت قوات المقاومة المشتركة، منطقة «حمر» شمال غرب مديرية «قعطبة»، وأعادت فتح الطريق بين «قعطبة» ومنطقة «مريس» التابعة لدمت، حسبما أكد مصدر مسؤول الذي ذكر أيضاً أن القوات المشتركة كسرت تسللاً للميليشيات على «نقيل الشيم»، وقتلت وأصابت العشرات من المسلحين الحوثيين. وأفشلت قوات المقاومة في الضالع محاولات تسلل عديدة لميليشيات الحوثي في عدة محاور شمال غرب وغرب مديرية «قعطبة»، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة تحركات الحوثيين في منطقة «مريس» القريبة من مدينة «دمت». وقتل أكثر من 40 عنصراً حوثياً، وجرح عشرات آخرون في المواجهات في «قعطبة» أمس، حسبما أفادت مصادر في المقاومة المشتركة، فيما أعلن الجيش اليمني مصرع أكثر من 110 مسلحين حوثيين، بينهم قيادات عسكرية حوثية، خلال المعارك التي دارت في جبهات «قعطبة» أمس الأول. وأشار بيان الجيش إلى مصرع القيادي الحوثي البارز، سلطان هادي محفوظ داوود، وهو من أبناء مديرية «أرحب» بمحافظة صنعاء، والقيادي الحوثي العميد منير علي أحمد ناجي القحوم، وهو من أبناء محافظة عمران، خلال المعارك مع القوات المشتركة في «قعطبة»، لافتاً إلى إصابة 60 آخرين من عناصر الميليشيات، وتدمير ثلاث مركبات عسكرية وآليات قتالية أخرى تابعة للميليشيات خلال المواجهات ذاتها. وفي محافظة البيضاء المجاورة، صدت المقاومة الشعبية، أمس، هجوماً لميليشيات الحوثي الانقلابية على مديرية «الزاهر» على الحدود مع محافظة لحج، وقالت مصادر ميدانية إن معارك عنيفة اندلعت في منطقة «آل حميقان»، واستمرت 7 ساعات، تمكنت خلالها المقاومة المشتركة من دحر هجوم الميليشيات وقتل وجرح 40 من عناصرها. وأعطبت قوات الجيش آلية للميليشيات باستهدافها بقذيفة هاون قرب موقع «الإريل» بمديرية «الزاهر»، وأسفر الاستهداف عن مصرع 5 حوثيين وجرح آخرين، كانوا على متن الطقم. إلى ذلك، قتل وأصيب 5 مدنيين جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، في مديرية «مقبنة» غربي محافظة تعز. وذكرت مصادر محلية، أن انفجار العبوة الناسفة التي زرعتها الميليشيات في منطقة «حمير» بمديرية «مقبنة»، أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، وجرح ثلاثة آخرين. وزرعت ميليشيات الحوثي آلاف الألغام الأرضية والعبوات الناسفة في الأحياء السكنية والطرق العامة في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتسببت بسقوط مئات الضحايا من المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال. وفي سياق آخر، تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران افتتاح مقابر جديدة لدفن قتلاهم الذين يتساقطون بالعشرات في جبهات القتال. وشرعت الميليشيات بتحويل مساحات تابعة لحرم جامعة ذمار إلى مقبرة جديدة عقب امتلاء المقابر السابقة التي جرى افتتاحها في عدد من مديريات محافظة ذمار. عسكر: الحوثيون يستغلون التهدئة في الحديدة لفتح جبهات أخرى أشار وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، أن الميليشيات الحوثية استغلت التهدئة والتزام قوات الشرعية في الحديدة من أجل فتح جبهات جديدة، خصوصاً في محافظة الضالع التي تشهد معارك عنيفة. وأوضح أن الحوثيين مستمرون في تلاعبهم ومماطلتهم بتنفيذ اتفاق السويد دون أي تحرك أممي بشأن إلزام الميليشيات بتطبيق ما تم الاتفاق عليه قبل نحو 4 أشهر، لافتاً إلى أن الميليشيات الانقلابية تعتبر اتفاق ستوكهولم حماية وطوق نجاة لهم ولعملياتهم العسكرية في الحديدة، وبقية المحافظات اليمنية، وهذا ما تؤكده العمليات القتالية المتصاعدة التي تشنها الميليشيات الحوثية ضد المناطق المحررة. وأضاف أن اتفاق السويد مضى عليه 4 أشهر، ولا تزال الميليشيات تصعد من انتهاكاتها وخروقاتها بحق المدنيين في الحديدة إلى جانب تصعيد العمليات العسكرية الحوثية ضد قوات الجيش في المحافظة، وهو ما يؤكد أن الاتفاق بات غير مجد وغير منطقي مع هذه العناصر الإجرامية.
مشاركة :