إنتاج الأعمال المصرية في شهر رمضان هذا العام شَهِد أزمات مُتتالية ومُتتابعة، تسبَّبت في توقف إنتاج أكثر من 5 أعمال تليفزيونية يُشارك فيها نجوم من الصف الأول، يُقابل ذلك أزمات مرَّت بثلاثة أعمال خليجية قيل أنَّها بسبَّب ضيق الوقت وارتباط النجوم بأعمال أخرى، ولا أعزو ذلك لغياب التخطيط الجيد أو التعميد المُتأخر من القنوات الفضائية فقط، إذا ما علمنا أنَّ المؤسسات المُنتجة على قدر كبير من الاحترافية والمهنية، ولكن يبدو أنَّ ضعف الموارد المادية وغياب الرعاة والإعلانات هي السبب الحقيقي وراء مثل هذه التوقفات المُفاجئة، ولعلَّ في الأمر خيرة للمُشَاهد العربي أولاً لتخف عليه زحمة الأعمال الرمضانية، ثم للنجوم الذين سيغابون جزئياً أو كُلياً عن شاشة رمضان هذا العام، ليعودوا بعد دورة الشهر الكريم البرامجية بثوب آخر وأعمال جديدة. تكرار المَشاهد والأحداث والقصص والأسلوب، والتشابه في التفاصيل والديكورات والألوان والمُسميات والقوالب في المُسلسلات والبرامج الرمضانية وإن بدا مُضحكاً ومُسلياً، إلاَّ أنَّه يفقد قيمته تدريجياً عند المُشاهد الذي لم تعد تنطوي عليه تلك الحيل الدرامية والمقاطع الفُكاهية المُتكرِّرة، أو حتى البرامج المُتشَابِهة والمُقَلدَة، ما عُرض على الشاشة السعودية والخليجية والعربية في (أوَّل يومين) من رمضان 2019 لا يختلف كثيراً عمَّا تم تقديمه في 2018، هناك تشابه واضح في المُسلسلات والبرامج الفُكاهية والحوارية والارتجالية والمُسابقات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ أسئلة برامج الإفتاء هي الأخرى تكاد تكون مُشابهة ومُتطابقة تماماً، ما يجعلنا نتساءل هل بدأ الإنتاج التليفزيوني في رمضان يتراجع ويخف وربما ينتهي في الأعوام المُقبلة ؟!. لا مُحاولات جماعية ولا مُنفردة يمكن الإشارة إليها حتى الآن فما يُعرض للأسف، هي ذات القوالب السابقة، ربما أنَّ حضور الشيخ عائض القرني مع الزميل عبدالله المديفر هو الأهم والأقوى حتى الآن برامجياً، وبداية الجزء الثاني من مُسلسل العاصوف فنياً، ما يعني أنَّ الفرق الوحيد ربما يكون في المحتوى الذي يتطلب الانتظار قليلاً ومُتابعة ما يُعرض، لكن الأكيد أنَّ النوايا الطيبة لا تكفي وحدها لإنتاج برامج ناجحة حتى لو كانت تعتمد على نجوم في التقديم أو التمثيل، فالإفلاس الإنتاجي كان واضحاً ليس بغياب المال، فبعض البرامج والأعمال رُصِّدت لها ميزانيات كبيرة، ولكن ضعف المحتوى مع غياب الهدف، أصاب المُشاهد بالتشتُّت، لننتظر ونُراقب، ربما نجح أحد؟. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :