المعارضة التركية ترى "انقلاباً مدنياً" وتتعهد الفوز مجدداً في انتخابات إسطنبول

  • 5/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد "حزب الشعب الجمهوري" المعارض الفوز مجدداً في الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول، فيما أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقرار اللجنة العليا للانتخابات إلغاء نتائج الاقتراع في المدينة، متحدثاً عن "فساد منظم". وكان الحزب الذي يتزعمه كمال كيليجدارأوغلو فاز برئاسة بلديتَي أنقرة وإسطنبول، في الانتخابات التي نُظمت في 31 آذار (مارس) الماضي. وفاز مرشّح الحزب الأتاتوركي أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول، متغلباً على مرشّح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بن علي يلدرم بفارق 13 ألف صوت. وألغت اللجنة العليا للانتخابات الاثنين نتائج التصويت في المدينة التي تضمّ 10 ملايين ناخب، بعدما طعن الحزب الحاكم بالنتائج، بذريعة ارتكاب "مخالفات"، فيما اعتبر أردوغان أن "أحداً لا يملك الحق في أن يقول إنه فاز" في الاقتراع، نتيجة الهامش الضئيل لتقدّم إمام أوغلو على يلدرم. ولإسطنبول أهمية خاصة بالنسبة الى أردوغان، إذ كان رئيساً لبلديتها، قبل انتخابه نائباً ثم رئيساً للحكومة، علماً أن أبرز مدن تركيا وعصب اقتصادها. وقال أردوغان: "نعتقد بصدق بحصول فساد منظّم ومخالفات وانعدام تام للشرعية في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول". واعتبر أن قرار إعادة الانتخابات هو "أفضل خطوة، من شأنها تعزيز إرادتنا لتسوية المشكلات ضمن إطار الديموقراطية والقانون"، مشيراً الى أن يلدرم سيخوض المعركة مجدداً مرشحاً عن "العدالة والتنمية". أردوغان الذي كان يتحدث أمام نواب الحزب الحاكم، انتقد رجال أعمال عارضوا قرار إعادة الانتخابات في 23 حزيران (يونيو) المقبل، معتبراً أن عليهم أن يعرفوا حدودهم. وأضاف: "قد تكون لدينا أوجه تقصير، لكن المشهد الذي نواجهه الآن هو حالة تخريب كاملة. ماذا سنفعل؟ بدءاً من الآن، سنفعل ما فعلناه بالإرهابيين". وأجرى إمام أوغلو مشاورات طارئة في أنقرة الثلثاء، مع كيليجدارأوغلو ثم زعيمة الحزب "الصالح" ميرال أكشينار التي اعتبرت أن لجنة الانتخابات "داست إرادة الشعب" ونفذت "انقلاباً مدنياً يتجاوز أيام الانقلابات العسكرية". ووصف كيليجدارأوغلو الأعضاء السبعة في اللجنة بأنهم "أفراد عصابة" خاضعة لسيطرة أردوغان، مضيفاً: "سيحاسب التاريخ الذين يستمدون سلطتهم من قصر (الرئاسة). نستمد سلطتنا من الشعب". واتهم اللجنة بـ "تخريب القوانين والقضاء والعدالة" وبخيانة ثقة الناخبين، وزاد في إشارة الى أعضائها: "بما أنكم تستميتون لإعادة الانتخابات، إفعلوا ذلك بمقدار ما تشاؤون. سنفوز في كل مرة". وكان أونورسال أديغوزيل، نائب كيليجدارأوغلو، كتب على "تويتر": "ليس مشروعاً الانتصار على حزب العدالة والتنمية. هذا النظام الذي يلغي إرادة الشعب ويتجاهل القانون، ليس ديموقراطيا ولا شرعياً. هذه ديكتاتورية صريحة". أما إمام أوغلو فألقى مساء الاثنين خطاباً حماسياً أمام آلاف من أنصاره في إسطنبول، قائلاً: "ربما تشعرون باستياء، ولكن لا تفقدوا الأمل". ورجّحت أحزاب تركية صغيرة دعم إمام أوغلو، إذ عقد حزب "السعادة" الإسلامي الذي نال مرشّحه نجدت غوكجنار أكثر من 100 ألف صوت، اجتماعاً طارئاً اليوم الثلثاء. وقال غوكجنار: "أنا مستعد للانسحاب لمصلحة إمام أوغلو، سأنتظر قرار حزبي". وأعلن حزب اليسار الديموقراطي، الذي نال أكثر من 30 ألف صوت، أنه سيفعل "ما يلزم" لمواجهة "المخالفات القانونية" التي ترتكبها لجنة الانتخابات. واعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن قرار اللجنة "ليس شفافاً ولا مفهوماً"، فيما طالبت فرنسا السلطات التركية بتبرير القرار وضمان "احترام المبادئ الديموقراطية والتعددية والإنصاف والشفافية، لا سيما في حضور مراقبين دوليين". وشددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على أن "ضمان عملية انتخابية حرة وعادلة وشفافة، ضروري لأي ديموقراطية وهو في صميم علاقات الاتحاد مع تركيا".

مشاركة :