أجاب الشيخ علي أحمد رأفت، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال حكم صيام تارك الصلاة؟وقال عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في جوابه:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد:-اعلم أيها الحبيب:- أن الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهى أهم الأركان بعد الشهادتين، وأنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم لمن تركها وفرط في شأنها، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة: «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ».والمراد بالكفر في هذا الحديث أي أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام - عياذا بالله تعالى - أما بالنسبة لقبول صيام تارك الصلاة أم لا:- فاعلم أن الصلاة عبادة مستقلة، كذلك الصيام عبادة مستقلة، وأن كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.وتابع: أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّى أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلى، فلا يجوز لنا بحال من الأحوال أن نقول لتارك الصلاة أترك الصيام حتى تؤدي الصلاة ؛ فهذا لا يجوز وإنما ننصحه بشدة ونعظه ونذكره بشأن الصلاة وحكم تاركها.
مشاركة :