سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، الضوء على الزيارة المفاجئة وغير المرتب لها لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالأمس للعاصمة العراقية، في الوقت الذي حذر فيه مسئولون أمريكيون من أن إيران كانت تقوم بوضع صواريخ من شأنها أن تُستخدم ضد القوات الأمريكية في المنطقة.ولاحظت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- ان زيارة بومبيو المفاجئة إلى بغداد جاءت عشية الذكرى الأولى على انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، حتى أن واشنطن وطهران بدأتا في تبادل الخطاب العدائي بشكل متزايد مع اقتراب هذه الذكرى.وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أمرت بنشر حاملة طائرات وقاذفات تابعة للقوات الجوية في منطقة الخليج.. محذرةً من تهديد القوارب الإيرانية الصغيرة المشتبه في أنها تحمل صواريخ.وأبرزت أن" قرار بومبيو، بإلغاء رحلة أوروبية والقيام بدلا منها بزيارة للشرق الأوسط، تم إخفاؤه في سرية تامة لأسباب أمنية. فقد ألغى بومبيو فجأة زيارة له إلى ألمانيا، حيث كان من المقرر أن يجتمع مع المستشارة أنجيلا ميركل ووزير الخارجية هايكو ماس، لتكتفى وزارة الخارجية فقط بالقول إن "ثمة قضايا ملحة" تبلورت مؤخرا".وبعد خروجه من بغداد في وقت متأخر من الليلة الماضية قال بومبو إنه أبلغ الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أنهما مسئولان عن حماية الأمريكيين في بلدهما، وأطلعهما على معلومات استخبارية تشير إلى أن إيران تشكل تهديدًا أكبر على المنطقة برمتها.وقال بومبيو - في تصريح للصحفيين في هذا الشأن - "إننا أردنا أن نُعلمهم بمجموعة التهديدات المتزايدة التي رأيناها ونعطيهم خلفية أكثر قليلاً عن ذلك، حتى يتمكنوا من بذل قصارى جهدهم لتوفير الحماية لفريقنا.. لقد تفهموا الأمر، فهو مهم أيضا بالنسبة لبلادهم، نحن لا نريد أي شخص أن يتدخل في بلادهم.وكان هناك اتفاق كامل".وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ما يقرب من 5 الاف جندي أمريكي يتواجدون حاليا في العراق، فضلا عن أن الولايات المتحدة تحتفظ بوجود دبلوماسي كبير. وفي هذا، حذر بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون من أن إيران أو الميليشيات التابعة لها يمكن أن تخطط لشن هجوم على القوات الأمريكية أو المصالح الأمريكية، على الرغم من أنهما قدما تفاصيل قليلة. كما أشار مسئولون عسكريون إلى معلومات استخباراتية أثارت قلقهم وشملت صور حاويات على ظهر مركب شراعي واحد على الأقل وهو سفينة شراعية يعتقد أنها تحتوي على صواريخ باليستية مجمعة من إيران. وقد تم الإبلاغ أولاً عن معلومات المخابرات المتعلقة بشحنات الصواريخ المشتبه فيها.وتابعت "واشنطن بوست" تقول إنه من المتوقع أن تفرض إدارة ترامب المزيد من العقوبات على طهران، التي تعاني بالفعل من بعض العقوبات الأشد على الإطلاق. ويقول مسئولون أمريكيون إن استراتيجيتهم تهدف إلى جعل إيران تنهي دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة ووقف اختبار الصواريخ.بدورها، قالت إيران إنها ستحمي نفسها مما أسمته بـ"الإرهاب الاقتصادي"، وعلى الرغم من أن بومبيو توقف عن المطالبة بتغيير النظام؛ لكن قائمته، المؤلفة من 12 مطلبا والتي تهدف إلى جعل إيران تتصرف كـ"دولة طبيعية"، لا هوادة فيها إلى درجة دفعت خبراء إلى التوقع بوجود فرصة ضئيلة للتخفيف عن إيران.
مشاركة :