وجهت والدة الشهيد الصحفي ياسر مرتجى رسالة إلى المغنية والفنانة الاستعراضية الأمريكية مادونا لويز كيكون، أعربت فيها عن حزنها لنية المغنية الأمريكية المشاركة في مهرجان “اليوروفيجين” المزمع انطلاقه في تل أبيب الثلاثاء القادم. وخاطبت السيدة خيرية مرتجى والدة الشهيد الصحفي ياسر مرتجى الذي استشهد أثناء تغطيته لفعاليات الجمعة الثانية لمسيرات العودة في السابع من أبريل/نيسان 2018، موضحةً انها قررت الكتابة لها لأنها أم مثلها، وتعرف معنى فقدان الأم ابنها. وأكدت والدة الشهيد في رسالتها أنها قررت الكتابة للسيدة “مادونا” بعد إعلانها قرار “الغناء على مسرح القاتل”، حيث من المفترض أن تنادي بالحب والسلام “في دولة لا تعرف المعنى الحقيقي للسلام، ولا تعرف إلا لغة القتل والحرب”، ثم تساءت “فهل يمكن أن تعيد أغنياتك حق ابني في الحياة الذي سلبته إسرائيل؟”. وهذا نص الرسالة التي وجهتها إلى المغنية الأمريكية مادونا: من المؤكد أنك لا تعرفينني، ولكنك تعرفين ابني ياسر مرتجى، ولقد سمعت عنه حتما في أحد الأخبار أو التقارير المصورة، وربما لم تصدقي الحكاية، فأنا حتى اليوم لا أصدقها! رغم مرور عام على وفاة ياسر أو على مقتله، قتلة شنيعة لا تعرف معنى الإنسانية أو قلب الأم. ابني كان مصوراً يحلم بأن يحلق بأحلامه بعيداً، كطائر، كان يحمل كاميرته ليوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد المواطنين العزل في قطاع غزة. مرت كاميرته بثلاثة حروب، طحنت فيها إسرائيل غزة على مدار عشر سنوات، كان له السبق في تصوير الدمار، وانتشال الأطفال من تحت الأنقاض، وكان رفيقاً للموجوعين واليتامى، لشدة ما كان يحمل في قلبه من حنان وعطف. وفي عصر يوم الجمعة السابع من ابريل، كان ياسر كغيره من الصحافيين يحمل كاميرته ويرتدي درعه الواقي، وكانت إسرائيل تعلم تماماً بأنه مصور يقف هناك ليلتقط الصورة، ورغم ذلك أطلقت رصاصتها عليه بدون رحمه، رصاصة متفجرة، دخلت إلى جسده فهشمت العظام وفتت كل الأحلام في طريقها. هل سمعت يوماً عن الرصاص المتفجر، إنه رصاص محرم دولياً، يخترق الجسد ويدور في الأحشاء ولا يخرج إلا بعد أن يتأكد من القتل، هكذا فعلت إسرائيل بابني. وسأخبرك عن ياسر، ابني الأكبر، الذي كان يحلم بأن يسافر إلى بلاد كثيره، ليعرض صوره في معارض العالم، كان يحلم بأن يكون رسولاً لغزة الحزينة، وقد ملأت أفلامه فضائيات مشهورة، حتى بعد موته. لك أن تتخيلي قبل أن تصلي إلى إسرائيل، كيف هو قلب أم رحل ابنها البكر رحيلا مستعجلا لأن إسرائيل أرادت أن تنهي حياته، تاركا وراءه طفلاً رضيعاً وامرأة شابة كانت تحلم إلى جانبه، وبيتا بارداً يخلو من صوته وضحكته التي يعرفها أصدقاؤه تمام المعرفة. يجب أن تقرأي رسالتي هذه التي يرسلها قلب أم لأم مثلها، فأنت تعرفين معنى أن يكون لديك ولد، وكيف سيكون هو حلمك الذي تعيشين من أجله، وفرحتك التي تسعين لتحقيقها، ثم تقتل هذه الفرحة سريعاً. ياسر كان شاباً متواضعاً، سلمياً، أعزل، يحمل كاميرته لينقل للعالم الصورة الحقيقية لإسرائيل على حدود غزة، وهي تغتال أحلام الأطفال والشباب، لتقتل الصورة التي ينقلها ياسر، صورة لمطالبة الفلسطيني بحقه الذي سلبته إسرائيل. أجل قتلت إسرائيل ابني لتقتل الصورة، وابني ببساطة لم يكن يريد الموت، كان يبحث عن الحياة، يحب عمله، ويسعى إلى تربية ابنه، كان يحب وطنه، ولم يكن يريد أن يتركني.
مشاركة :