يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، مهرجان الساحل الشرقي الذي تنطلق فعالياته بداية إجازة "الربيع" أمام الواجهة البحرية بالدمام. المهرجان في عامه الجديد، يعد فرصة لا تفوت لدخول العوالم التراثية "الشرقاوية"، من خلال (فريج الساحل الشرقي) الذي يصور، تفاصيل حياة أهل الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي وشرقي السعودية، إلى جانب اعتناء "الفريج"، بأجنحة وأقسام صممت ونفذت بدقة عبر ديكورات ومواد بناء طبيعية استجلبت من مصادرها الأصلية، فمن دروازة (بوابة) القرية إلى المسجد القديم وبيت الطواش (تاجر اللؤلؤ) وغيرها، كلها بنيت بالطين والجص البحري وبأيد سعودية. كما رأينا خلال جولة "الرياض"، حيث يشتغل النجار الداريني صالح العميري بتقطيع الخشب، وهو ينظر إلى البوابة الضخمة التي انتصبت أمامه، بنقوشها وثقلها وجمال تصميها اللافت. عروض مسرحية يومية في «فريج» يطل على البحر الفريج المبهر: إدارة المهرجان، بدورها أصرت أن يكون التصميم وتنفيذ "المتحف الحي لأهل الغوص" حقيقياً ومقنعاً، من خلال التركيز في التفاصيل، محترمين عقلية الزوار الذين سيدخلون بالألاف يومياً إلى قرية التراث البحري، وذلك بتقديم بناء يليق في جماله وهندسته ودقته، بزوار المهرجان، حيث نرى الجص البحري وقد نفذ يدوياً على حيطان القرية وبعشوائية فنية وبألوان متجانسة للمكان، اللمسات الأخيرة نراها ببذخ من خلال مجلس النوخذة ومجلس الطواش، حيث الديكورات الخشبية بنقوشها الأصلية وقد رُسمت بطريقة فنية. وسوف تستقبل زوار "فريج الساحل الشرقي" بوابتان للدخول الخروج، يقف عليهما رجال "العسس" بزيهم التراثي الأصلي القديم للدخول إلى مجلس علية القوم، حيث يجلس كبار شخصيات الفريج من تجار ملاّك قدماء، وهناك سيستقبل الضيوف عيسى بومجيد، آخر بحارة الدمام الذي عاصر وعايش آخر أزمنة الغوص على اللؤلؤ في أربعينيات القرن العشرين، أي في مرحلة ما قبل انتاج النفط الذي يظهره الفريج المطل على البحر بصورة فنية مشوقة. حرفيو الحياة ما قبل النفطية، يشاركون أيضاً في "فريج الساحل الشرقي" وذلك من خلال تفاعلهم مع الجمهور عبر دكاكينهم الصغيرة لتصنيع الحرف التقليدية ولكن بطرائق عرض مبتكرة وغيرة مكررة. دعم لا محدود: أما القسم الآخر من "الفريج" فخصص للأسر المنتجة وضمن ذات القرية التراثية وليس في اكشاك بلاستيكية تشوه المكان، حيث أصر المنظمون أن يكون دعم الأسر المنتجة ودكاكين مشاريعهم الصغيرة، ضمن خريطة الفريج وداخل مساحاته، وهي التجربة التي اثبتت نجاحها خلال الأعوام الماضية لتعود هذا العام مع أسر جديدة، بعد أن تمكنت أسر أخرى من استثمار المهرجان و"فريج الساحل" لدخول عالم التجارة والعمل والكسب الشريف، وهو الهدف الذي يأخذ أولية المهرجان، ألا تكون الأسر المنتجة أو الحرفيون مجرد حالة استعراضية في المكان، وينتهي دورهم بانتهاء المهرجان، بل يكون حضورهم فاعلاً يتطور إلى الأحسن، وهو ما يحدث بالتنسيق مع هيئة السياحة والآثار ومشروع "حرفة"، وأيضاً مجلس التنمية السياحية الذي يوليه سمو أمير المنطقة الشرقية اهتماماً خاصاً فيما يخص توفير الوظائف الخاصة في المجتمع المحلي، ويتكون سوق الأسر المنتجة والحرفيون من مواطنين قادمين من مختلف مدن المنطقة الشرقية من الأحساء ودارين والقطيف وحتى الدمام والجبيل، في صورة جميلة تعكس فسيفساء الساحل الشرقي. النهام.. اليومي: وستقدم كل يوم من أيام المهرجان، عروض مسرحية، تصور يوم "الدشة" أو دخول البحر لصيد اللؤلؤ، حيث عرف ذلك اليوم، بيوم فرح واحتفال وحماس يجتمع كل أهالي البلدة والفرجان لتوديع أهلهم وابنائهم وهم يدخلون لطلب الرزق في حوض البحر، وهو ما سيظهر من خلال الأهازيج البحرية التي ستقدمها فرقة مهرجان الساحل الشرقي الكبيرة، قبالة البحر، ليصعدوا السفن معاً وسط الجمهور وعلى صوت المغني البحري (النهام)، الذي سيدهش زوار الساحل الشرقي. الأيدي السعودية: صالح العميري الذي تعود تنفيذ أعمال النجارة في بيته، يشارك في بناء الفريج، مشيراً إلى أن مواد البناء فيه حقيقية وممتازة من أجل اظهار صورة جمالية للقرية، متحدثاً عن أعمال النجارة والحدادة بالقول: سيرى الجمهور ما سيشعرون بصدقه وجماله في ذات الوقت.
مشاركة :