أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي ودراستها، جهود ضرورية لإبراز مدنية الدين الإسلامي، وما يتميز به من حضارة وازدهار. وقال في كلمة ألقاها أمس أثناء زيارته لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: "عندما ندرس مواقع التاريخ الإسلامي والمواقع التي تقاطعت عليها الحضارات نعلم أن الإسلام دين حضارة وازدهار، ونثبت ونبرز مدنيته منذ العصور الأولى، ونوصل للعالم الرسالة الصحيحة والفهم الحقيقي لهذا الدين العظيم في وقت يشوَّه فيه الإسلام من الخارج ومن بعض الضالين ممن تسموا باسمه". وأضاف: "نريد أن نتضامن جميعا ولاسيما مع الجامعات لنعزز ونواصل فهمنا لتاريخنا الإسلامي، وما سبقه من حضارات قامت على أرض هذه البلاد وجاء الإسلام العظيم ليبني عليها ويهذبها ويسودها". وأكد أن السعودية تعد في مجملها من أهم قصص النجاح في الوقت الحاضر ببنائها على العقيدة الصافية والاعتدال، والقيم الإسلامية السمحة، والتعاون، مضيفا: "نريد تأصيل فهمنا لتاريخ بلادنا من خلال فكر جديد حتى نعرف المواطن بقيمة وطنه، وملحمة تأسيسه التي مثلت أعظم ملحمة ارتكزت على الثوابت الدينية والوشائج الاجتماعية". وأردف قائلا: إن الهيئة دخلت الآن بثقل كبير بتوجيهات ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، في مجال التراث الحضاري للمملكة العربية السعودية، وهذا الجانب هو أحد الجوانب المهمة التي غفل عنها الناس في وقت من الأوقات. وأضاف: "مسار التراث الحضاري للمملكة هو مسار متكامل وليس فقط كما يعتقد البعض أنه ترميم أو تنقيبات أثرية، ومن يعي حقيقة هذه البلاد ومكانتها الكبيرة يعي أننا قبل كل شيء نعيش في هذا البلد الكريم، بلد الحرمين الشريفين ومهد الرسالة، وهذه ميزة استثنائية ولا نسميها خصوصية، فنحن عندنا ميزة استثنائية يتمناها كل الناس أننا نعيش لنخدم الحرمين الشريفين ونخدم رسالة الإسلام وأن هذا البلد ولله الحمد بلد الشريعة السمحة والالتزام بالدين". وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الجهود المبذولة لنشر الرسالة الحقيقية الصافية عن الإسلام، قائلا "نحن نريد أيضاً أن نلتقي مع الجامعة في هذه الرسالة المتمثلة في فهم تاريخ الإسلام والمراحل التي مر بها، وهناك 2400 سنة في اعتقادي أنها بمنزلة فترة تحضير لخروج هذا الدين العظيم وهي فترة لم تجد من البحث العلمي الشيء الكثير، وهي مهدت لخروج دين قوي من أرض قوية، شهدت كثيرا من التداول الحضاري، وطرق التجارة لذلك شبهت في محاضرة لي قبل نحو خمس سنوات موقع مكة المكرمة مع كثرة القوافل وثم خروجها من مكة المكرمة كأنها خدمة الإنترنت في وقتها، وهذه المعاني مهمة جداً بالنسبة لنا عندما ننظر في التراث الحضاري ونحافظ عليه". وكان رئيس هيئة السياحة قد قام أمس بزيارة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رعى خلالها توقيع اتفاقية التعاون بين قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة ومعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية التابع للجامعة. كما زار الأمير سلطان، متحف (تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام) الذي أنشأته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالتعاون مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا، ودشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أخيرا أثناء رعايته المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وتجول داخل المتحف، حيث اطلع على أبرز ما يضمه المعرض من قطع أثرية وشواهد تاريخية تعكس البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية على مر العصور.
مشاركة :