ذكر تقرير لصحيفة كاثيمبريني اليونانية الناطقة بالإنجليزية، الأربعاء، أن تركيا تعاني عزلة متزايدة في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي، وذلك لإصرارها علي معادة الجميع، في الوقت الذي تستفيد فيه كل من اليونان وقبرص بخطط التعاون الإقليمي والتحالفات الدولية. وأعلنت أنقرة، الأربعاء، عن خططها إرسال سفينة حفر ثانية لمنطقة شرق البحر المتوسط للتنقيب عن النفط والغاز، وذلك في ظل النزاع المستمر مع جزيرة قبرص، والتي تعاقدت مع شركات نفط عالمية لاستكشاف مصادر يحتمل أن تكون غنية بالغاز قبالة سواحلها. وأكد تقرير الصحيفة اليونانية الشهيرة أن إصرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على انتهاك القانون الدولي وحفاظه على سياسة المواجهة سيزيد من تفاقم الموقف الصعب بالفعل، والذي وضع نفسه فيه على مدى السنوات القليلة الماضية. وأشار التقرير إلى بيان مصر شديد اللهجة، ووصفته بأحد أبرز اللاعبين في المشهد السياسي في المنطقة، بشأن خطط تركيا التنقيب في شرق البحر المتوسط. وحذرت الخارجية المصرية، السبت الماضي، تركيا من اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب فيما يتعلق بأنشطة حفر أعلنتها في منطقة بحرية غرب قبرص. وقالت، في بيان، إن إقدام تركيا على أي خطوة دون الاتفاق مع دول الجوار في منطقة شرق المتوسط، قد يكون له أثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدة ضرورة التزام كافة دول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه. من جانبها عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، عن قلقهما العميق بشأن خطط تركيا للقيام بأعمال تنقيب بحرية في منطقة تطالب بها قبرص باعتبارها منطقتها الاقتصادية الخالصة، مما يزيد التوتر بين أنقرة وحلفائها الغربيين. ويأتي البيانان الأمريكي والأوروبي بعدما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو “نحن نبدأ التنقيب” في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية القبرصية إنها “تندد بقوة” بعمليات التنقيب التركية التي تتم داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة. ويأتي البيان الأمريكي بعد تعليقات مشابهة لمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني السبت الماضي عبرت فيها عن “قلقها الشديد” بشأن نوايا تركيا. وأي تصعيد بين تركيا والولايات المتحدة قد يزيد من توتر العلاقات القائم بالفعل بين البلدين على عدة أصعدة، بما في ذلك الدفاع الصاروخي والعمليات العسكرية في سوريا.
مشاركة :