المنظر المسرحي عنصر أساسي لا يظهر إلا في المسرح فقط، حيث يخلق مكاناً ذا سمات ومواصفات خاصة، وفي المسارح التقليدية هناك فصل بين صالة المتفرجين والخشبة التي تحتضن المنظر من خلال مقدمة المسرح، وهناك فرق بين مصطلح (المنظر المسرحي) ومصطلح (البناء المسرحي) الذي يحبذه الكاتب الألماني بريخت، أو مصطلح السينوغرافيا، فالمنظر المسرحي هو الذي يصنع ساحة الخيال التي تستمر شرعيتها وأهميتها من خلال وجودها فقط مع العناصر المسرحية الأخرى، ويحقق المنظر المسرحي التوافق المنشود بين الصورة والنص، بين السماع والرؤية، حتى عندما يسكت الكلام على خشبة المسرح، وفي داخل هذا التوافق يكون المنظر المسرحي وصفاته: ألا يكون مختلفاً عما يقوله النص، وعن مدلول الأحداث. ويوضح د. عبد المنعم عثمان في كتابه الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان «المسرح.. ورؤى الفن التشكيلي» أن كتّاب المسرح كانوا يهتمون بالترابط بين التأثير (اللفظي) والتأثير البصري (المنظر)، وعلينا أن نذكر الكورس المكون من النساء في مسرحية «ربات العذاب» لإسخيلوس، أو مجموعة الحيوانات عند أرستوفانيس، ومع تطور الدراما وما نجده في مسرح العبث كاتجاه فني حديث، كان تصور المنظر يأتي من المؤلف، فالإرشادات الخاصة بمسرحية «لعبة النهاية» لبيكيت موجزة لكنها محددة، وتشع وميضاً قوياً في أقصى المسرح.
مشاركة :