مبادرة خيرية إماراتية تحقق أحلام الأطفال المرضى

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح طفل مصاب بالسرطان شرطيا، وطفل يعاني قصورا كلويا تحول إلى طبيب، وتُنقل طفلة مريضة من المستشفى لتعيش في قصر ملكي.وتطوف طائرة هليكوبتر حاملة طفلا يعاني من مرض السكري، تمنى التحليق في الجو، ورؤية الإمارات من فوق. ويعرّف الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحقيق أمنية هاني الزبيدي، بأنها مؤسسة إماراتية تعنى بتحقيق أمنيات الأطفال من عمر ثلاث إلى 18 سنة، والذين يعانون أمراضا مستعصية تهدد حياتهم لدعمهم ومدهم بالقوة والأمل. ويضيف الزبيدي “نحرص على الاستماع إلى أمنيات لأطفال، لنحققها مهما كانت باهظة الثمن أو بعيدة المنال، لنبث في نفوسهم الأمل والفرح ونزيد من عزيمتهم لتخطي محنة المرض، ونتيح لهم التمتع بحياتهم كأطفال عاديين، وهدفنا الكبير من تحقيق أمنيات الأطفال هو أن نحوّل آلامهم إلى ضحكات. ويشير إلى أن المؤسسة خيرية تطوعية يقوم على إدارتها مجلس وفريق من المتطوعين، وهي تمارس مهامها وخدماتها من خلال تبرعات الأفراد والمؤسسات والمنظمات والشركات، ويستطيع أي شخص أن ينضمّ إليها للعمل متطوّعا. ويوضح الزبيدي أن غالبية الأطفال المرضى الذين تحققت أمانيهم كانوا يعانون أمراضا خطرة ومزمنة مثل السرطان والثلاسيميا وأمراض الدم، وتحسنت حالتهم النفسية، واستجاب بعضهم للعلاج ونسوا آلامهم، بصورة أسعدت الأطباء المعالجين.وتعد مبادرة “كل يوم أمنية”، أحدث مبادرات المؤسسة، وفق الزبيدي، وهي تهدف إلى تحقيق 30 أمنية للأطفال على مدى 30 يوما في شهر رمضان. مشيرا إلى أن المؤسسة تبحث عن الأطفال المرضى في الدول الثلاث، ممن يعانون أمراضا مستعصية، ومن ذوي حالات صحية صعبة العلاج، وفقا لتقارير الأطباء، فتسألهم عن أمنياتهم وتتخذ إجراءات فورية لتحقيقها. تأسست مؤسسة تحقيق أمنية في العام 2010، وتمكنت من تحقيق أمنيات أكثر من ثلاثة آلاف طفل مريض من مختلف الجنسيات، ما أثار سعادة كبيرة في نفوسهم ونفوس ذويهم الذين رأوا فرحة كبيرة في عيون أبنائهم المرضى، ما جعلهم يصفون المؤسسة بـ“فانوس سحري” يحوّل الأحلام إلى واقع. ومن بين ملفات المؤسسة، العديد من قصص الألم والأمل لأطفال مرضى، منها طفلة إماراتية تبلغ من العمر 8 أعوام وتعاني من فشل في النخاع العظمي، تمنت أن تكون “أميرة”، فحولتها المؤسسة في احتفالية ملكية إلى أميرة تسكن في قصر حقيقي، وتتحرك بسيارة ملكية، ويسبقها الحراس والوصيفات لخدمتها وتلبية طلباتها وترتدي ثوبا من ثياب سندريلا ويحيط بها الأطفال وكلهم فرح، ثمّ تمّ استقبالها بالمعزوفات الموسيقية والتصفيق والورود لتقضي أجمل ليالي عمرها بالجناح الملكي في القصر بمرافقة أسرتها. وحلم طفل، يبلغ من العمر 13 عاما، بمقابلة نجمه المفضل جون سينا البطل العالمي في المصارعة الحرة، فنظمت المؤسسة رحلة للطفل إلى السعودية، حيث يشارك سينا في بطولة بجدة، وفاجأته بوجود بطله أمام عينيه. وحققت المؤسسة أمنية في أن يصبح طبيبا، فتم توظيفه في مستشفى كبير في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليمارس مهام الطبيب مرتديا مئزرا أبيض، وقام بفحص المرضى لمدة يوم كامل متعاملا مع المعدات الطبية كما الأطباء، وهو يشاركهم في تشخصيهم للحالات المرضية. ويحلم طفل آخر بأن يصبح شرطيا، فتحوّل إلى ضابط في وزارة الداخلية الإماراتية، يمارس مهام رسمية في إيقاف السيارات المخالفة، فحرر لسائقيها مخالفات مرورية بالزي العسكري.ويروي محمد بن سعيد، وهو والد طفل من المستفيدين بخدمات المؤسسة إن ابنه تعرض لحادث سير تسبب في إصابته بكسور وخلل في العمود الفقري، ما جعله مقعدا يتنقل بواسطة كرسي متحرك. ويتابع “تمنى طفلي أن يؤدي العمرة، لكن إمكانياتي المالية لا تسمح، وما إن علمت مؤسسة تحقيق أمنية بحالة طفلي الذي يعالج في مستشفى حكومي، حتى بادرت بسؤالنا عن كيفية إسعاده، واتخذت إجراءات فورية لتنظيم رحلة عمرة له ولكل الأسرة”. وتقول أم لطفلة من المستفيدات بمبادرات تحقيق أمنية إن ابنتها أجريت لها عملية زرع نخاع خارج الإمارات، ما استدعى أن تبقى في الخارج لمدة عام، وقد طلبت أن تنتقل في زيارة لأبوظبي، وتحضر حفلا بين أصدقائها، فحققت المؤسسة أمنيتها وحولتها إلى أميرة بين الأقارب والأصدقاء. ولا يقتصر دور المؤسسة على تحقيق أمنيات الأطفال المرضى ولكن تتيح لهم فرصة زيارة بعض الأماكن التي يحلمون بالسفر إليها، فهناك نسبة كبيرة من الأطفال كانوا يحلمون بزيارة مدينة ديزني العالمية، وبالفعل تحققت أمنيتهم بالسفر مع أسرهم، والبعض طلب السفر إلى مدن سياحية كبرى مثل باريس ولندن، وآخرون تمنوا أداء مناسك الحج أو العمرة، بالإضافة إلى تحقيق أمنية بعض الأطفال المرضى بلقاء شخصيات محببة لهم من قادة أو نجوم مفضلين من أهل الفن ولاعبي كرة القدم من المشاهير بالإضافة إلى تحقيق أمنيات شديدة البساطة كامتلاك جهاز كمبيوتر محمول، أو هاتف محمول. ويقول المستشار الطبي للمؤسسة عصام ضهير إن مؤسسة تحقيق أمنية هدفها “أن تحقق أمنيات الأطفال المرضى، لأن هذا يرفع من معنوياتهم ويساعدهم كونه لا يقل أهمية عن الدعم المادي والطبي”. ويشير ضهير إلى أن المؤسسة لا تقدم الدعم المالي أو العلاجي، لكنها تحرص على تحقيق أمنيات مختلفة مثل زيارة مكان أو امتلاك شيء، أو حضور مناسبة معينة أو قضاء يوم مع شخصية معروفة، أو رؤية شخصية مشهورة، أو ممارسة مهنة محببة للطفل. وعن الأمنيات الصعبة التي تلقتها المؤسسة يقول ضهير “بعض الأحلام تكاد تكون مستحيلة، وعجزت المؤسسة عن تحقيقها، منها أمنيات لأطفال طلبوا أن يكونوا رواد فضاء، وطلبوا السفر إلى القمر، ولصعوبة تحقيق هذا المطلب الذي يحتاج إلى استعدادات جسدية وتأهيل كبير لا يناسب أعمارهم وصحتهم، تم الاعتذار لهم، وطلبت المؤسسة منهم، أن يختاروا أمنيات بديلة، تم تحقيقها لهم على الفور”. ويشير المسؤول في المؤسسة إلى أن خدمات تحقيق أمنية لا تقتصر على دولة الإمارات، بل تمتد إلى دول أخرى، منها حملة أقيمت العام الماضي لتحقيق أحلام 100 طفل بالأردن. وأوضح أن مسؤولي المؤسسة انتقلوا إلى الأردن وتحديدا إلى مركز الحسين للسرطان في عمان، وعملوا على تحقيق أحلام الأطفال ومنها تقديم أجهزة إلكترونية لهم، وتحقيق أمنيات لأطفال طلبوا السفر في رحلات سياحية إلى الإمارات لزيارة معالمها.

مشاركة :