تجسد سفر أهالي المدينة المنورة الرمضانية التي تنتشر داخل المسجد النبوي وفي ساحاته الواسعة والسطح مظاهر التآخي والتعاون قبيل صلاة المغرب الذي يعكس ثقافة وكرم أهالي طيبة الطيبة وعاداتهم الحسنة التي مازالوا يتوارثونها عبر الأجيال من خلال التعريف بأصناف الطعام والشراب المقدم خلال السفرة الرمضانية في طلب الصائمين من معتمرين وزوار ومقيمين لتشريفهم بالإفطار معهم وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان طالبين الثواب والأجر من الله جلا جلاله . ويستمتع المصلي والصائم بتناول إفطاره في رحاب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يشهد هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار من داخل وخارج المملكة للصلاة والعبادة في كنفه والتشرف بالسلام على المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما بتناول الإفطار بعد يومٍ من الصيام منتشرين بين أروقته وساحاته في مشهد لإفطار جماعي يجسد معنى التلاحم والترابط بين المسلمين يجمعهم دين الإسلام باختلاف لغاتهم وألوانهم على مائدة واحدة في رحاب المسجد النبوي الشريف . وسلطت وكالة الأنباء السعودية هذا الشغف الذي يحمله أهالي المدينة المنورة لخدمة زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الضوء على هذا الاهتمام الكبير الذي يقوم به الصغير قبل الكبير وهم يرسمون ابتسامات عريضة على محياهم في استقبال الصائمين النابع من اهتمامهم وحبهم لفعل الخيرات مزينين موائد الإفطار في المسجد بأجود وأطيب وأعرق المأكولات المدينية المعروفة والمشهورة ، حيث أوضح مدير العلاقات العامة بوكالة الرئاسة لشئون المسجد النبوي الشريف جمعان بن عبدالله العسيري أن العاملون في المسجد النبوي يقومون على تهيئة المرافق والساحات لتجهيز السفر وإعدادها وتهيئة جميع السبل للقائمين على تقديمها وتحديد أماكن وضع السفر ومواقعها داخل المسجد وخارجه التي يتم استقبال هذه الموائد وسفر الصائمين بعد انتهاء صلاة العصر من خلال أبواب معلومة من جهات المسجد النبوي الأربع ودخول الموائد التي تحتوي على تمر وقهوة ولبن زبادي وخبز . وأضاف أن الموائد والسفر يتم الإشراف على دخولها بواسطة مراقبين متواجدين على الأبواب ، بينما يتم وضع الأطعمة بعد فرش السفر داخل المسجد حتى وقت أذان المغرب ويبدأ إفطار المسلمين ويجري قبل إقامة الصلاة رفع هذه السفر وبقايا الطعام بطريقة سريعة ومنظمة بالتعاون بين العاملين والمشرفين بالمسجد النبوي وأصحاب السفر ، مبينا أن تقديم الوجبات تتم وفق اشتراطات عدة تشمل إحضار فرش مناسب يتسع للمائدة ومن يجلس حولها وأن تكون السفر من النوع السميك القوي الذي لا يتمزق عند رفعه من الأرض وعدم إحضار أي نوع من السوائل أياً كانت ماعدا اللبن والماء والمشروبات المعبأة آليا ويكون تقديم الوجبات في أطباق مناسبة تتوافر فيها الشروط الصحيحة منها أن يرتدي مقدمو الوجبات القفازات اليدوية خلال تجهيز الوجبات وتقديمها والاكتفاء بما يقدم على السفرة وعدم توزيع أي شيء خارج موقع المائدة . أما خارج المسجد النبوي وساحاته فقال العسيري إن السفر الرمضانية الخاصة خارج المسجد يسمح بمدها أيضا من بعد صلاة العصر من خلال تقسيم الساحات إلى مربعات للصائمين للرجال وأماكن خاصة للنساء وممرات واسعة لعبور المشاة والعربات الخاصة بالخدمة حيث تحتوي هذه السفر على الأطعمة الساخنة المراقبة من أمانة المنطقة مثل الأرز واللحوم بأنواعها ، بالإضافة إلى الفواكه والعصيرات المعلبة والتمر ولبن الزبادي والقهوة وحافظات مياه زمزم التي توفرها الوكالة ، مؤكدا أن المكان بأكمله تشمله عمليات التنظيف بعد إفطار الصائمين وقبل إقامة الصلاة لتهيئتها لأداء صلاة العشاء والتراويح . وفيما يخص أصحاب السفر الرمضانية أكدوا أن استعداداتهم لهذا العمل الخير الذي يتشرفوا بعمله يبدأ من وقت مبكرا من كل عام لهذا الشهر الفضيل شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار حيث يقوم بعضهم بإعداد الإفطار بأنفسهم في منازلهم من خلال شراء وجلب أفضل أنواع التمور المميزة والمشهورة والشريك والدقة المدينية التي تشتهر بها المدينة المنورة .
مشاركة :