الفيصل: التفاوض مع إيران خاطئ والمنطقة أمام سباق نووي

  • 3/19/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن دول الخليج أخذت تنظر أخيرا إلى الملف النووي من زاوية أخرى، إذ أصبحت ترى أن ما يمكن أن تتمخض عنه مفاوضات دول الـ"5 + 1" مع إيران بشأن برنامجها النووي، ربما يمنحها الفرصة في الحصول على الحق في تأسيس برنامج نووي "مواز"، نظير ما يمكن أن تحصل عليه طهران من المجتمع الدولي. وتبرز هذه الرؤية في منظور الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وسفير المملكة في واشنطن سابقا، إذ قال في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية "لطالما قلت إن أي نتيجة تصل إليها المفاوضات، فإننا نريد الأمر نفسه. إذا ما حصلت إيران على القدرة على تخصيب اليورانيوم إلى نسبة معينة، فليست السعودية وحدها التي ستطلب الحصول على ذلك. العالم بأسره سيسلك هذا الاتجاه دون أي رادع". وفي لقاء آخر أجرته معه شبكة "سي إن إن"، انتقد الأمير تركي مسار المفاوضات مع إيران، وقال إنه يتحرك بصورة خاطئة منذ بدايته، لأنه يتعامل مع القضية الإيرانية بمفردها، دون الاعتناء بملف أسلحة الدمار الشامل بالمنطقة ككل، وبالتالي فإن أي اتفاق مع إيران سيفتح الباب أمام سباق تسلح في المنطقة. واستذكر الفيصل يوما قال فيه، إن جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، يشمل تخلي إسرائيل عن برنامجها النووي، لكنه لم ير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "لن يُسر بذلك". وقال "قلت ذلك في إطار رؤية أفضل تقوم على طرح جعل منطقة الشرق الأوسط خالية تماما من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك تخلي إسرائيل عن ترسانتها النووية، ولا أظن أن نتانياهو سيُسر بذلك". وأبدى الأمير تركي الفيصل قلقه مما سماه "سباق تسلح" على المستويين الإقليمي والعالمي. ويصر رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية على تسمية تنظيم "داعش"، بـ"فاحش" كما يحلو له، إذ رددها كثيرا في كثير من لقاءاته، بما فيها الحديث الذي أجرته معه الشبكة الأميركية أخيرا، ويجد لنفسه مبررا لاستخدام هذا المصطلح من باب عدم علاقة التنظيم بالإسلام. وعن "فاحش" يقول الأمير تركي الفيصل "فاحش هي العارض الظاهر للمشكلة التي تواجهها المنطقة، أما المرض فهو يكمن في دمشق وفي الطريقة التي يتعامل بها بشار الأسد مع الشعب السوري ويقمعه بطريقة وحشية. هناك اليوم، أي أول من أمس، تقارير عن قصفه للسكان ببراميل متفجرة تحوي مادة الكلورين. كما كان المرض يكمن في بغداد خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة الذي سمح لفاحش بالظهور والسيطرة على الأراضي العراقية، والعلاج يكون للمرض وليس لعوارضه، وشعرت بالصدمة عندما سمعت بالأمس السيد كيري وهو يشير إلى ضرورة التحاور مع الأسد". وحول آلية قتال "داعش" جويا عبر التحالف الدولي، قال الأمير تركي "وزير خارجيتنا قال إنه بحال كان هناك جهد دولي لإرسال قوات برية لقتال فاحش، فإن السعودية ستشارك بالتأكيد. نحن نسهم أصلا في التحالف الجوي دون تردد، وكان من الضروري منذ البدء إرسال قوات برية، لكن التردد كان من جانب أميركا والدول الأوروبية، ولكن بحال كان هناك رغبة وإرادة بإرسال قوات برية، فإن هناك الكثير من الدول العربية التي ستسرها المشاركة".

مشاركة :