أدانت منظمة العفو الدولية النظام السوري بجريمة استخدام الكيماوي مرة أخرى في ريف إدلب، مشيرة إلى أنها جمعت تقارير وأدلة تبين أن الطيران الحكومي قام بالغارة التي أدت إلى مقتل عائلة بأكملها وإصابة آخرين، وطالبت بإحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت المنظمة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- إنها استندت إلى شهود عيان أكدوا أن الهجومين استهدفا بلدة سرمين ومحيطها، فأصيب عشرات المدنيين بالغاز السام. ولفت التقرير إلى أن المروحيات السورية ألقت أربعة براميل متفجرة تحوي غاز الكلور، مما أدى إلى إصابة نحو 100 شخص، مشيرا إلى أن طبيبا ومسؤول دفاع مدني عاينا حالة المصابين، وأفادا بأن أعراض التعرض لهجوم كيميائي ظهرت على المصابين، من احمرار العينين وضيق التنفس وسعال مستمر وسيلان اللعاب من الفم. وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، فيليب لوثر في تصريحات صحفية "من الواجب إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. ونرى أن هذا الأمر بات مسألة ملحة، وأن الهجوم على سرمين يوفر مزيدا من الأدلة على ارتكاب قوات الحكومة السورية جرائم حرب". وكانت المنظمة الدولية قد نشرت تقريراً قالت فيه إن قوات الحكومة السورية قتلت عشرات المدنيين "بشكل غير مشروع"، في سلسلة من الضربات الجوية على مدينة الرقَّة في نوفمبر من العام الماضي، وهي هجمات تمثل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، وتعد بمثابة جرائم حرب. من جهة أخرى، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة حظر طيران جوي في سورية، بعد الهجمات التي شنتها قوات النظام في مدينة إدلب. وقال ممثل الائتلاف لدى الأمم المتحدة، نجيب غضبان "هناك حاجة إلى فرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين من الهجمات الجوية لنظام بشار الأسد، وللسماح بالوصول الآمن للمساعدات الإنسانية للمدنيين، ولتمكين اللاجئين من العودة إلى بلادهم، وتهيئة الظروف اللازمة لمكافحة الجماعات المتطرفة كتنظيم داعش بشكل فعال". في سياق ميداني، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في حي جوبر، بالتزامن مع فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي، كما شنَّ غارات مماثلة على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وغارة على مناطق في مدينة عربين، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط المدينة من جهة مخيم الوافدين، كما تم توثيق مقتل رجلين اثنين من بلدة جديدة عرطوز، ورجل ثالث من وادي بردى داخل المعتقلات الأمنية السورية بعد فقدانهم في وقت سابق على حواجز لقوات النظام وبعد معارك مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها. .. وأوغلو: التفاوض معه مثل مصافحة هتلر انتقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتعلقة بالتفاوض مع الأسد، مرحباً في الوقت نفسه بنفي الولايات المتحدة التعامل معه. وقال في كلمة أمس أمام كتلة حزبه البرلمانية "نسمع أصواتا في الغرب مخالفة للضمير الإنساني. وإذا جلستم مع الأسد وصافحتموه، فإن ذلك لن يمحى من ذاكرة الضمير الإنساني على مر التاريخ، فلا فرق بين مصافحة الأسد، وهتلر، و(سلوبودان) ميلوسوفيتش، ورادوفان كاراديتش، وصدام حسين". وأكد داود أوغلو على ثبات المواقف التركية تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وتركيا شريك في التحالف الذي تقوده أميركا ضد تنظيم الدولة وترفض تعزيز تعاونها العسكري في غياب خطة شاملة لسورية تشمل رحيل الأسد عن السلطة.
مشاركة :