في خطوة استعراضية جديدة، عمدت طهران عبرها إلى بعث رسائل عدة، مفادها أنها توغلت في العمق العراقي، حتى بلغت قرابة 40 كيلومترا، وذلك في أعقاب أقل من أسبوع، من قول مسؤول إيراني رفيع، إن بلاده باتت إمبراطورية وعاصمتها بغداد، ما دعا الخارجية العراقية إلى استنكار ذلك وإن كان "على استحياء". وحسبما نقل موقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، عن قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بور دستان، قوله إن خمسة ألوية إيرانية بلغت 40 كيلومترا داخل العمق العراقي، لتنفيذ ما سماه "صد هجوم محتمل من داعش"، فيما لو حاول الاقتراب من الحدود الإيرانية، وأن ذلك تم بالتنسيق مع الحكومة العراقية". وهذه ليست المرة الأولى التي تعترف فيها إيران بالدخول في الصراع الدائر سواء في العراق أو سورية، إذ دأبت على اختصار دعمها للحروب الطائفية على تقديم الاستشارات والسلاح للميليشيات الشيعية، لكن على صعيد التوغل، تعد هذه المرة الأولى التي تعترف بها بالدخول في عمق دولة ذات سيادة كالأراضي العراقية. وبدت الولايات المتحدة الأميركية قلقة من ذلك التوغل، حتى وإن لم تأت على ذكره صراحة، لكن مسؤولا أميركيا قال "إن الولايات المتحدة قلقة من كيفية استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق، بما في ذلك خلال الهجوم لاستعادة مدينة تكريت العراقية من مقاتلي "داعش" بمشاركة قوات الحشد الشعبي الشيعية. وفي حديث المسؤول الأميركي إشارات عدة أبرزها، إيمان واشنطن بأن طهران متوغلة في العراق، وفي كل الاتجاهات، ويبرز ذلك في قوله "بما في ذلك خلال الهجوم لاستعادة تكريت"، ما يعني أن أميركا واثقة من أن المشاركة الإيرانية ليست في تحرير تكريت من قبضة "داعش"، بل أكثر من ذلك. ويجد المسؤول الأميركي أن الاستخدام المحتمل لأسلحة إيرانية ثقيلة، سيثير تساؤلات عن مخاطر وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين، فيما بدا مسؤول آخر قلقا من "كيفية استخدام أي أسلحة. مدفعية صواريخ أو أنظمة أخرى- وإمكان وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين أو أضرار غير مباشرة." وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي إلى أن الولايات المتحدة "على علم" بأن إيران تقدم إمدادات مثل "السلاح والذخيرة والطائرات" لقوات في العراق، وقالت ساكي دون الخوض في تفاصيل الأسلحة الإيرانية "نواصل التأكيد على أن من المهم ألا تزيد التحركات التوتر الطائفي". وحذرت الولايات المتحدة من أن الخسائر بين المدنيين أو انتهاكات أخرى ترتكبها القوات العراقية والمقاتلون الشيعة ضد العراقيين السنة، يمكن أن تذكي التوتر الطائفي الذي مهد في الأساس الطريق لتقدم مقاتلي "داعش" في العراق الصيف الماضي.
مشاركة :