واصلت الطائرات الروسية والسورية أمس غاراتها في منطقة خفض التصعيد شمال غرب سورية، وهي مثلث يضم محافظة إدلب وأجزاء من محافظتي حماة وحلب، والتي تتعرض منذ نهاية الشهر الماضي لقصف جوي أجبر حوالي 150 الف شخص على الفرار وأوقع عشرات القتلى والجرحى. وتمكّنت القوات الحكومية السورية، أمس، من انتزاع السيطرة من المجموعات المسلحة على بلدة قلعة المضيق الواقعة في تلك المنطقة، وهي أقرب منطقة تسيطر عليها المعارضة من قاعدة حميميم الجوية الروسية، وكانت تستخدمها لقصف القاعدة بالقذائف الصاروخية. وفي بروكسل، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الغارات الجوية وقصف المدارس والمستشفيات في إدلب "خرق غير مقبول للقانون الدولي". ومن المقرّر أن يعقد مجلس الامن اليوم، اجتماعا طارئا مغلقا يبحث فيه الوضع الانساني في إدلب، بناء على طلب الكويت وبلجيكا وألمانيا. الى ذلك، أخطر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الكونغرس بتمديد حال الطوارئ والعقوبات ضد سورية لمدة عام. وفي الرسالة التي بعثها إلى الكونغرس، اعتبر ترامب أن "الحرب الوحشية التي شنها النظام ضد الشعب السوري الذي يطالب بالحرية وتشكيل حكومة تمثيلية، لا تهدد الشعب السوري نفسه فحسب، لكنها تؤدي أيضا إلى عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها". وأضاف أن "تصرفات وسياسات النظام السوري، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية، ودعم المنظمات الإرهابية وخلق عقبات أمام الأداء الفعّال للحكومة اللبنانية، ومواصلة المساهمة في نمو التطرف والطائفية، وتشكل أيضا تهديدا شديدا للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد الأميركي". يذكر أن الولايات المتحدة سبق وفرضت أكثر من 20 حزمة من الإجراءات العقابية في المجالات المالية والطاقة والنفط منذ بدء الأزمة في سورية عام 2011. من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثناء زيارة لبريطانيا، أمس الأول، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تعمل كل دولة على استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم "داعش" الارهابي في سورية. وكان ترامب حضّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا على استعادة ما يزيد على 800 مقاتل أجنبي أسرى ومحاكمتهم.
مشاركة :