جعل البابا فرانسيس من الإبلاغ عن حالات الاعتداء الجنسي والتستر على الكنيسة، أمرا إلزاميا على رجال الدين الكاثوليك الرومانيين. وفي خطاب رسولي، من المقرر أن يصبح قانونا للكنيسة، أوضح البابا أن أي مقاربة جنسية تنطوي على استخدام السلطة ستعد من الآن فصاعدا اعتداء. ويُنظر إلى كلام البابا كرسالة لكافة المراتب في الكنيسة مفادها أنه لن يكون هناك أي شخص فوق القانون والمحاسبة. وكان البابا قد وعد في فبراير/ شباط الماضي باتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي للإساءة. وتوضح الرسالة الرسولية الجديدة أنه يجب على رجال الدين أيضا اتباع قانون الدولة والوفاء بالتزاماتهم بالإبلاغ عن أي إساءة إلى “السلطات المدنية المختصة”. ولاقت المبادئ التوجيهية الجديدة ترحيبا من قِبل بعض المعلقين في الفاتيكان، إذ قالوا إنها تفتح آفاقا جديدة في محاولات إنهاء الاعتداء الجنسي في الكنيسة. تغيير في كيفية التحقيق في الجرائم يهدف مرسوم البابا إلى تغيير الطريقة التي تحقق فيها الكنيسة في حالات الاعتداء. ولأول مرة، سيُلزم رجال الدين وغيرهم من المسؤولين في الكنيسة بالإفصاح عن أي ادعاءات بالاعتداء قد تتناهى لأسماعهم، بينما كان الأمر في السابق متروكا لتقدير كل شخص. وينص المرسوم على تقديم التقارير في غضون 90 يوما للمكاتب داخل أبرشيات الكنيسة. يحدد المرسوم أيضًا التستر على سوء المعاملة كفئة محددة. وأدرج في هذا المرسوم الأساقفة على وجه التحديد وهم كبار قادة الكنيسة، ذلك لأن الأساقفة تستروا في العديد من الحالات الموثقة على جرائم القساوسة الذين أبلغوهم عنها، لكن المرسوم لا يغير طبيعة العقوبات على الجرائم المرتكبة. كيف تُحدد الجرائم؟ كتب البابا في الرسالة “جرائم الاعتداء الجنسي تسيء إلى ربنا وتسبب أضرارا جسدية ونفسية وروحية للضحايا وتضر بمجتمع المؤمنين”. وهو يحدد ثلاثة أشكال من الاعتداء الجنسي: “إجبار شخص ما، عن طريق العنف أو التهديد أو عن طريق إساءة استخدام السلطة، على ممارسة الأفعال الجنسية أو الخضوع لها”. “القيام بأعمال جنسية مع قاصر أو شخص ضعيف” “إنتاج أو عرض أو حيازة أو توزيع، مواد إباحية للأطفال” و “تجنيد أو حث شخص قاصر أو ضعيف على المشاركة في المعارض الإباحية” وتغطي المبادئ التوجيهية كذلك “الأفعال أو التجاوزات التي تهدف إلى التدخل في التحقيقات المدنية أو تجنبها أو التحقيقات الكنسية، سواء كانت إدارية أو جزائية، ضد رجل دين أو شخص متدين” بسبب الاعتداء الجنسي. ما مقدار الضغط الذي يتعرض له البابا؟ يتعرض البابا لضغط شديد للتصرف بشكل قيادي ولإيجاد حلول عملية للأزمة الأكثر إلحاحا التي تواجه الكنيسة الحديثة – الأزمة التي يقول البعض إنها جعلت من السلطة الأخلاقية للكنيسة محط شك وتركتها في حالة يرثى لها. وعندما انتخب عام 2013 ، دعا البابا إلى “اتخاذ إجراء حاسم” بشأن الاعتداءات، لكن النقاد يقولون إنه لم يفعل ما يكفي لمحاسبة الأساقفة الذين زُعم أنهم شاركوا في عمليات التستر على الاعتداءات. ويُرجح أن الآلاف من الناس تعرضوا للاعتداء من قِبل القساوسة على مدار عقود عديدة، واتُهمت الكنيسة بالتستر على جرائم في جميع أنحاء العالم.
مشاركة :