قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه لا يجوز للاعبي كرة القدم الإفطار إذا كانوا مسافرين ونووا الإقامة في سفرهم أربعة أيام فأكثر.وأضاف «الأزهر» في إجابته عن سؤال: «ما حكم إفطار لاعبي كرة القدم؟»، أنه يشترط لوجوب الصيام على المسلم «الإقامة»، فلا يجب الصيام على المسافر.واستشهد بقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (سورة البقرة:183-184).وأكد أنه إذا سافر الإنسان مسافة القصر التي تبلغ نحو (83.5 ) كيلو متر، جاز له أن يفطر مادام في سفره، أو إن لم ينو الإقامة أكثر من ثلاثة أيام في المكان الذي سافر إليه، أما إذا نوى المسلم الإقامة أربعة أيام فأكثر انقطع عنه وصف السفر، ووجب عليه الصيام، وإتمام الصلاة.وأفاد بأنه لا يجوز للاعبي كرة القدم الإفطار إذا نووا الإقامة في سفرهم أربعة أيام فأكثر، ويمكن أن يجروا تمريناتهم، ومبارياتهم بالليل ليسهل عليهم الأمر، فإن لم يتمكنوا من إقامة التمرينات، أو المباريات بالليل، وصاموا وشق عليهم الصيام مشقة بالغة لم يمكنهم تحملها ففي هذه الحالة يجوز لهم الفطر للمشقة، ولا يجوز لهم الفطر ابتداءً لتوقع المشقة، فلا يجب التهاون بحرمة الشهر الكريم، بل يجب تعظيمه كما قال تعالى: «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» [الحج:32].وتابع: لقد سجل التاريخ كثيرًا من انتصارات المسلمين في شهر رمضان المبارك وهم صائمون، كغزوة بدر الكبرى، ومعركة أكتوبر المجيدة، وغيرها.ونبه الأزهر على أن صيام الشهر وتعظيم حرمته أدعى للنصر إن شاء الله تعالى، كما قال سبحانه: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» (سورة محمد: 7).بدروها، نوهت دار الإفتاء، فى فتوى لها عن حكم إفطار اللاعبين لشهر رمضان المبارك، جاء نصها: سمعنا عن بعض اللاعبين أنهم لا يصومون رمضان بحجة مشاركتهم فى المباريات، أو التدريبات فى رمضان، لعدم استطاعتهم الصيام مع المجهود المبذول فيها، فما حكم الشرع فى ذلك؟وأجابت الدار، عبر موقعها الإلكتروني من خلال أمانة الفتوى: "اللاعب المرتبط بناديه بعقد عمل يجعله بمنزلة الأجير الملزم بأداء هذا العمل، فإذا كان هذا العمل، الذي ارتبط به في العقد هو مصدر رزقه، ولم يكن له بدًا من المشاركة في المباريات في شهر رمضان، وكان يغلب على الظن كون الصوم مؤثرًا على أدائه، فإن له الرخصة في الفطر فى هذه الحالة، أما التدريبات فما دام أنه يمكن التحكم في وقتها، فيجب أن تكون أثناء الليل، حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام".وشددت الإفتاء، على أن العلماء أجازوا الفطر للأجير، أو صاحب المهنة الشاقة، الذي يعوقه الصوم أو يُضعفه عن عمله، كما نصّ في فقه الحنفية، على أن من آجر نفسه مدة معلومة، وهو متحقق هنا فى عقود اللعب والاحتراف، ثم جاء رمضان، وكان يتضرر بالصوم فى عمله، فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه".وحول مسألة ممارسة الرياضة تعد من قبيل الأعمال الشاقة، أكدت الدار، أن لعب كرة القدم وغيرها من الرياضات، التى نظمت لها الدولة اتحادات وقوانين للازدهار بها، فأصبحت حرفة معتبرة شرعًا وقانونًا، فإن كان اللاعب يشق عليه الصوم، فعليه أن ينوي الصيام من الليل، فإن شق عليه إتمام الصوم جاز له الإفطار، لأنه من أصحاب الأعمال الشاقة، وعليه فى هذه الحالة القضاء.وكشفت الإفتاء عن الحكم الشرعى لإفطار أصحاب المهن الشاقة، بالتأكيد أنه يجوز لأصحاب المهن والأعمال الشاقة الإفطار، لكن عليهم نية الصيام ليلًا، ثم إن احتاجوا إلى الإفطار، ولحقتهم مشقة أفطروا، وعليهم القضاء.واستدلت الدار فى فتواها على سؤال بشأن حكم صيام أصحاب الأعمال الشاقة، قال المحلى فى "شرح المنهاج بحاشية قليوبى: "ويباح تركه للمريض إذا وجد به ضررًا شديدًا"، ثم المرض إن كان مطبقا فله ترك النية، وإن كان يحم وينقطع فإن كان يحم وقت الشروع فله ترك النية، وإلا فعليه أن ينوي، فإن عاد واحتاج إلى الإفطار أفطر، وقال فى الحاشية قوله: "وإلا فعليه أن ينوي".
مشاركة :