دبي: «الخليج» أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن إسهام قطاع السياحة والسفر والخدمات المرتبطة بهذه الصناعة، أحد أهم روافد اقتصادنا الوطني، وهو حاضر طوال الوقت في قلب مسيرة البناء، والتي حرصنا فيها على وضع المقومات الطبيعية والبشرية التي تتمتع بها دبي، موضع الاستفادة المُثلى؛ لتأكيد مكانتها كمركز عالمي للتجارة والأعمال، ووجهة سياحية من الطراز الأول، ومقصد لكل من يسعى إلى نوعية حياة هي الأفضل بشتى المقاييس. وشهدت عملية التطوير في هذا القطاع الحيوي ميلاد العديد من المشاريع والمؤسسات المهمة؛ ومنها: «مجموعة الإمارات» التي نفخر اليوم بدورها في رفع سقف معايير الجودة في مجالات السفر والسياحة والضيافة على تنوّع ما يرتبط بها من منتجات وخدمات.جاءت كلمة سموه؛ بمناسبة إعلان، مجموعة الإمارات، أمس، عن مواصلتها تحقيق الأرباح وتوسيع عملياتها للسنة الحادية والثلاثين على التوالي؛ حيث أظهر التقرير المالي السنوي 2018/ 2019، الذي أطلقته مجموعة الإمارات، أمس، أن أرباحها عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس/آذار 2019 بلغت 2.3 مليار درهم، وبلغت عوائد المجموعة 109.3 مليار درهم، بنمو 7% عن نتائج العام الماضي.وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: قامت مسيرة التنمية والبناء في دولة الإمارات على أساس من الرؤية الواضحة للمستقبل ومتطلبات التطوير اللازمة؛ للاحتفاظ بمكانة متميزة فيه، وارتكزت على أهداف محددة، تم رصدها عبر دراسة متأنيّة ودقيقة لمعطيات الواقع المحيط ومفرداته سواء الإقليمي منها أو العالمي؛ لتوظيف ما يتناسب منها بالأسلوب الأمثل للاستفادة من أفضل الفرص التي تحملها لبلوغ أرقى المراتب في شتى المجالات، لتبدأ دبي رحلتها الطموحة نحو المستقبل بسلسلة من المشاريع والمبادرات النوعية التي شملت كافة القطاعات؛ سعياً إلى تقديم نموذج تنموي فريد يقوم في جوهره على مراعاة مصلحة الفرد، ويعتمد نهج الاستثمار في بناء الإنسان، وصولاً إلى تحقيق سعادة المجتمع. ومنذ البداية، لم تكن رؤية التطوير محصورةً في مجرّد اللحاق بركب التقدّم العالمي؛ بل وضعنا نصب أعيننا طموحاً أكبر وهدفاً واضحاً؛ لتجاوز ذلك إلى المشاركة بدور رئيسي في ريادة هذا الركب، وأن يتسع نطاق تأثيرنا الإيجابي؛ بالمساهمة في تشكيل ملامح مستقبل العالم، بما يخدم شعبنا وشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، ويعود عليها بالخير. وساهم الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به دولتنا في قلب العالم في دعم توجهات دبي كمدينة المستقبل، وكجسر مهم يربط أطراف العالم ببعضها، ليواصل قطاع السياحة والسفر في بلادنا النمو والازدهار. فإضافة إلى احتفاله بالمسافر رقم مليار، لدينا اليوم المطار الذي احتفظ بصدارة قائمة أكبر مطارات العالم؛ من حيث عدد المسافرين الدوليين لخمس سنوات متتالية؛ وهو مطار دبي الدولي الذي استقبل 89,1 مليون مسافر في عام 2018، وتتوافر في دبي آلاف المنتجات والخدمات التي تتناسب واحتياجات زوارها من مختلف أنحاء العالم الذين بلغ عددهم نحو 16 مليون زائر في العام ذاته؛ حيث جاءت دبي في المرتبة الرابعة ضمن قائمة المدن العالمية التي تستقبل أكبر أعداد من الزوار للعام الرابع، وأعلى معدل إنفاق للزائر للسنة الثالثة على التوالي، بينما يعزز ذلك النمو بنية أساسية رفيعة المستوى توفر خيارات فندقية وخدمية متنوعة تصنّف بين الأفضل عالمياً. وتتواصل عملية التطوير؛ لاستيعاب مزيد من الزوار والضيوف الذين من المستهدف أن تستقبل منهم دبي نحو 25 مليون زائر بحلول عام 2025، وقبل ذلك ملايين الضيوف ممن سنرحب بهم مع افتتاح معرض «إكسبو 2020 دبي» أكبر معارض العالم وأعرقها تاريخاً للمرة الأولى في المنطقة، في شهادة من العالم بقدرة الإمارة على استضافة أهم وأبرز الفعاليات العالمية الكبرى. تعودنا في دولة الإمارات أن يظل طموحنا كبيراً، وأن تبقى رؤيتنا للمستقبل حدودها عنان السماء.. وأن نسعى لضمان أفضل نوعيات الحياة للإنسان.. واستراتيجيتنا تقوم على تبنّي كافة الحلول التي تضمن لنا الريادة في جميع مسارات التنمية القائمة على مبدأ الاستدامة في كل المجالات الحيوية؛ مثل الطاقة التي نستهدف أن تكون 75% من احتياجاتنا منها في العام 2050 من مصادر نظيفة ومتجددة، وعلوم وأبحاث الفضاء باستراتيجية وطنية نأمل أن يتوِّج غاياتها الكبيرة تأسيس دولة الإمارات أول مستعمرة بشرية على سطح المريخ بحلول عام 2117، علاوة على اهتمامنا بمقومات الثورة الصناعية الرابعة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من المسارات التي ستتشكل معها صورة المستقبل. واتسمت مسيرة النجاح التي خاضتها دبي ودولة الإمارات عموماً باعتمادها في جانب كبير منها على شراكة فريدة جمعتنا بمستثمرين ورجال أعمال وخبراء وعلماء وعمال ومهنيين، ومبدعين في مختلف المجالات، توافدوا على هذه الأرض الطيبة من شتى أرجاء المعمورة معتبرين إياها وطناً ثانياً لهم؛ بما وفرته من فرص لتحقيق آمالهم وأحلامهم. ومع هذا الانفتاح الواعي على العالم، شرعت دبي أبوابها مُرحِّبة بكل فِكر خلّاق وكل عقل مُبدع وكل صاحب حلم يعتزم ترجمته إلى نجاح، مرسّخة موقعها كوجهة مفضّلة يقصدها الساعون إلى التميّز، والراغبون في الاستمتاع بالحياة الأفضل بكافة تفاصيلها؛ فهناك اليوم جاليات أكثر من 200 جنسية يعيشون بيننا ضيوفاً مُكرمين بتآلف وتناغم تامّين، ضمن مجتمع يسوده الوئام والتفاهم واليقين بأهمية التواصل الإيجابي بين ثقافات عدة تتفاعل لتشكل هذا المزيج المجتمعي الفريد عالمي الطابع الذي يتعايش بصورة مثالية تحت مظلة كبيرة عنوانها «التسامح» وغايتها ضمان السعادة للجميع. ولكون قطاع السياحة والسفر ركيزة من ركائز تحقيق الرؤية العريضة لمستقبل دبي، يبقى لمجموعة الإمارات إسهامها الرئيسي نحو بلوغ الأهداف الاستراتيجية المرجوة، بمواصلة دورها في مد جسور التواصل بين الناس والأماكن والثقافات والفرص في شتى بقاع العالم.
مشاركة :