واشنطن وبكين.. مفاوضات على وقع التهديدات و«التغريدات»

  • 5/10/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع التهديدات والتغريدات، يلتقي ممثلو الولايات المتحدة والصين في واشنطن في أجواء متشنجة لآخر حلقات المفاوضات التجارية التي تبدو نتائجها غير مؤكدة، بعدما شحنت أجواؤها بالتوتر الشديد الناجم عن تبادل القوتين الكبريين تهديدات بفرض إجراءات حمائية جديدة. وقبل ساعات من استئناف المفاوضات في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فينغ في مؤتمر صحفي، إن «الصين لن تستسلم في مواجهة الضغط ونملك التصميم، وكذلك الوسائل للدفاع عن مصالحنا». وكانت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي من المتوقع أن تستمر حتى اليوم الجمعة في مكان قريب من البيت الأبيض، قدمت قبل أيام على أنها الأخيرة قبل قمة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ يفترض أن تكرس اتفاقاً تاريخياً بين الطرفين. لكن الوضع تبدل وحلت محل التفاؤل، الشكوك التي تؤثر في أسواق المال، فقد منيت بورصات الصين وأوروبا وكذلك وول ستريت بخسائر فادحة هذا الأسبوع. ومع أن المضمون الدقيق للمفاوضات لم يعرف، أكدت إدارة ترامب أن بكين تراجعت عن تعهداتها الرئيسية التي قطعتها في جولات المفاوضات السابقة. لكن هذا التفسير نقضه الناطق باسم وزارة التجارة الصينية.وقال غاو إن «الصين وفت بوعودها وهذا لم يتغير يوماً».وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يشعر باستياء كبير، أن الزيادة في الرسوم الجمركية على ما قيمته مئتا مليار دولار من السلع الصينية المستوردة التي علقت مطلع يناير/ كانون الثاني، ستدخل حيز التنفيذ الجمعة.يحترمون الاتفاق وقال الرئيس الأمريكي أمام تجمع لحمة «اجعل امريكا أعظم مجدَّداً» في فلوريدا: «سنزيد الرسوم الجمركية في الصين إلى أن يكفوا عن سرقة وظائفنا»، مؤكداً أن «زمن الاستسلام الاقتصادي ولّى». وأضاف: «هل ترون الرسوم الجمركية التي نطبقها؟ هذا لأنهم لم يحترموا الاتفاق. لم يحترموا الاتفاق»، موضحاً: «سيأتون إلى هنا، نائب رئيس الوزراء سيأتي، حسناً، لكنهم لم يحترموا الاتفاق. لا يمكنهم فعل ذلك عليهم أن يدفعوا». لكن الصينيين لا ينوون الاستسلام إذا رفع الأمريكيون فعلاً الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 10 و25% الجمعة في أوج المفاوضات. وقال ناطق باسم وزارة التجارة: إن «الصين ليس لديها خيار آخر سوى اتخاذ الإجراءات المضادة الضرورية». لكن بكين لم تلغِ رحلة مفاوضيها وأكدت أن نائب رئيس الوزراء ليو خي الذي يعتبر قريباً جداً من الرئيس شي، سيقود المفاوضات. واعتباراً من بعد ظهر الخميس سيلتقي ليو الممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتهايزر في مكتب الأخير في واشنطن.واختار ترامب اتباع استراتيجية الضغط الأقصى مع بكين، وفرض أولاً في مارس/ آذار 2018 رسوماً جمركية على الفولاذ والألمنيوم الصينيين، ثم الصيف الماضي على سلع بقيمة 250 مليار دولار من الواردات الصينية.وهو مستعد أيضاً لفرض رسوم جمركية إضافية على كل المواد المستوردة من الصين وتبلغ قيمتها 539,5 مليار دولار في 2018، ما يثير مخاوف على نمو الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق المال.هيمنة تكنولوجيةويحذر الاقتصاديون في جميع أنحاء العالم والمؤسسات المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي منذ أشهر من أن حرباً تجارية طويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة ستؤدي إلى صدمة خارج حدود البلدين، إذ إن الانتعاش الذي تلا الانكماش العالمي في 2008 غذته إلى حد كبير المبادلات التجارية في العالم. وتبدو الضغوط كبيرة على المفاوضين بينما يتطلب التوصل إلى توافق حول الملفات الشائكة أن تخفض الصين سقف طموحاتها الاقتصادية. وفي الواقع تطالب إدارة ترامب بوضع حد للممارسات التجارية التي تعتبرها «غير نزيهة» وب «تغييرات بنيوية»، أي إنهاء النقل القسري للتكنولوجيا الأمريكية وكذلك حماية الملكية الفكرية الأمريكية. وهي تريد أيضاً اتفاقاً حول القطع الأجنبي لمنع بكين من خفض قيمة عملتها من أجل تحفيز الصادرات. وتطلب واشنطن أيضاً وقف الدعم المالي الحكومي لشركات الدولة، تلك التي تعمل في إطار خطة الدولة الصينية الاستراتيجية «صنع في الصين 2025».(وكالات)

مشاركة :