أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تصعيد النظام السوري بدعم روسي من هجماته على آخر معقل للمعارضة شمال غرب سوريا واستهدافه المدنيين بالبراميل المتفجرة . واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن الغارات الجوية وقصف المدارس والمستشفيات في شمال غرب سوريا "خرقاً غير مقبول للقانون الدولي". وأدى تصاعد العنف في الأيام الأخيرة بين القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وبين المقاتلين في منطقة إدلب إلى سقوط عشرات القتلى ونزوح أكثر من 150 ألف شخص. ومن المقرّر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الجمعة لمناقشة تطورات التصعيد شمال غرب البلاد. وقالت موغيريني في بيان إنّ "التصعيد العسكري الأخير في شمال غرب سوريا المترافق مع غارات جوية وقصف مدفعي يستهدف المدارس والمستشفيات، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، هو خرق غير مقبول للقانون الدولي". وأضافت "هناك خسارة كبيرة في الأرواح ومعاناة كبيرة ألحقت بالشعب السوري". وتابعت "يشير الاتحاد الأوروبي إلى أنّ روسيا وتركيا باعتبارهما ضامنين لاتفاق سوتشي عليهما واجب ضمان تنفيذ هذا الاتفاق". وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً منذ توصل موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة إلى اتفاق في سوتشي في سبتمبر، نصّ على إقامة منطقة "منزوعة السلاح" تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. وبموجب اتفاق الهدنة الموقّع في 17 سبتمبر على أنقرة أن تمارس نفوذها على الجماعات المعادية للنظام في منطقة إدلب من أجل سحب مقاتليها وأسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح. لكن يبدو أن التصعيد الأخير من جانب النظام السوري المدعوم من سلاح الجو الروسي يسعى إلى القضاء على أخر معقل للمعارضة تحت يافطة محاربة الإرهاب والتطرف.وحذّرت موغريني من أنّ تصعيداً آخر قد يضعف جهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون الذي يسعى إلى استئناف المحادثات بين الأطراف السورية في جنيف. وتزامنا مع التحذيرات الأوروبية وعلى صعيد التطورات الميدانية، قتل عشرة مدنيين جراء عشرات الغارات التي شنتها طائرات روسية وسورية مستهدفة مناطق عدة في محافظة إدلب ومحيطها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتعرض المنطقة منذ نهاية الشهر الماضي لقصف جوي متواصل، أجبر عشرات الآلاف على الفرار إلى مناطق أكثر أمناً وأوقع عشرات القتلى والجرحى. وبالتزامن مع القصف الجوي، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وفصائل مقاتلة وجهادية على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة ثانية في ريف حماة (وسط) الشمالي. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسط تقدم القوات الحكومية بالسيطرة على بلدة كفرنبودة. كما قتل 18 عنصراً من الفصائل وهيئة تحرير الشام جراء القصف الجوي والاشتباكات، بحسب المصدر ذاته.
مشاركة :