القاهرة - (أ ف ب): استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القائد العسكري الليبي المشير خليفة حفتر في قصر الاتحادية أمس الخميس بالقاهرة للمرة الثانية في أقل من شهر لبحث الأوضاع في ليبيا، حسبما أكد بيان للرئاسة المصرية. وقال البيان إن السيسي «استقبل المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بحضور السيد عباس كامل رئيس المخابرات العامة». وأضاف البيان أن حفتر أطلع السيسي «على مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، مؤكدا سيادته دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والمليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية». وهذا اللقاء الثاني بعد أقل من شهر من لقاء الجانبين بالقاهرة في 14 أبريل والذي ناقش أيضا مستجدات الأوضاع في ليبيا. وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، اشتباكات دامية منذ شنّ المشير حفتر هجومًا في 4 أبريل للسيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا. ومنذ بدأ حفتر هجومه على طرابلس، قُتل 432 شخصًا على الأقل وأصيب 2069 آخرين بجروح ونزح أكثر من 55 ألفًا من ديارهم، بحسب الأمم المتحدة. ويدعم المجتمع الدولي في المقابل منذ نهاية 2015 هيئة تنفيذية أخرى هي حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المنبثقة من اتفاق سياسي بين الأفرقاء الليبيين برعاية الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس. ويجري السراج هذا الأسبوع جولة في أوروبا سعيا لحشد الدعم في مواجهة هجوم يشنه المشير خليفة حفتر على طرابلس. وأكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس الخميس أن «لا حل عسكريا» للنزاع في ليبيا، وذلك بعد لقائه رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج. وخلال اجتماع عقده مع السراج في مقر رئاسة الحكومة البريطانية انضمّت إليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قال هانت إنه بحث مع رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا «الهواجس المشتركة فيما يتعلّق بتدهور الوضع في ليبيا». وفي تغريدة أطلقها قال هانت «لا حل عسكريا. إن السبيل الوحيد للمضي قدما هو التزام وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة، لكن يدا واحدة لا تصفّق». وكانت بريطانيا قد سعت إلى استصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا، لكن جهودها باءت بالفشل وسط انقسامات في الهيئة الدولية. وعلى صعيد آخر تعرضت بلدة غدوة على بعد 700 كلم جنوب غرب طرابلس، والتي تسيطر عليها قوات موالية للمشير خليفة حفتر، إلى هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية خلف قتيلين مدنيين، بحسب مصادر متطابقة. وقال مصدر من قسم شرطة غدوة لفرانس برس يوم الخميس إن «أكثر من 10 عربات مسلحة، هاجمت في الساعة الثانية والنصف صباحا بالتوقيت المحلي «00:30 بتوقيت غرينتش» بلدة غدوة، بإطلاق الرصاص العشوائي على عدة مبان حكومية بينها مركز الشرطة. لقد أحرقوا منازل بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية، ما تسبب في سقوط قتيلين مدنيين واختطاف 4 أشخاص».
مشاركة :