يلقي "أسبوع الصوت الأول" في بيروت الضوء على أهمية هذه الوسيلة كعنصر تواصل وتعبير وكيفية تعزيز استخدامه على النحو الأمثل وكذلك على آثاره السلبية في محيط المدينة البيئي والاجتماعي والتراثي والثقافي. افتتح أسبوع الصوت في الكلية العالية لإدارة الأعمال، أمس الأربعاء، ويستمر حتى 17 مايو الجاري. وهو يضم أنشطة فنية متنوعة وتنظمه كل من اللجنة الوطنية اللبنانية لمنظمة اليونسكو والكلية العالية لإدارة الأعمال والجامعة الأميركية في بيروت (مبادرة حسن الجوار) وجامعة القديس يوسف - معهد الدراسات السمعية البصرية والسينمائية. وقالت مديرة (مبادرة حسن الجوار) في الجامعة الأميركية في بيروت منى حلاق "لبنان يقع على خارطة الدول الملوثة سمعياً ككثير من المدن الكبرى في العالم، ولا يلتزم المواطنون بتطبيق صارم للقوانين التي تعاقب على تلويث السمع من خلال الأصوات المزعجة. لذا، أردنا مجتمعين تنظيم أسبوع الصوت للفت الانتباه إلى هذا التلوث وإعادة النظر في الإصغاء إلى أصوات بيروت الطبيعية والنظيفة وعلى رأسها البحر". بدأ الأسبوع بمحاضرة تفاعلية بعنوان (مليار شخص سيعانون من ضعف في السمع عام 2050: كيفية الحفاظ على صحة السمع) إعداد وتقديم كريستيان هوجونيه، مؤسس ورئيس جمعية أسبوع الصوت في فرنسا، والطبيب بيار أنهوري، أخصائي الصحة العامة. تلى ذلك عرض صوتي بعنوان (السوفلير- تعا لقاط الموجة) على درج عين المريسة في غرب بيروت أو ما يعرف بدرج الفان دايك، وهو من تصميم فريق "ديستريكت" وتولى التأليف الموسيقي فيه كل من نديم مشلاوي والفرنسي بوداديتو شاتوبادهاي. والعرض مستوحى من قصة إبراهيم نجم، وهو صياد من رأس بيروت نقل قصص البحر من طريق جمع أجزاء من حطام الغواصة الفرنسية (السوفلير) وعرضها في منزله إضافة إلى الكثير مما جمعه عبر السنين من عجائب البحر وذكريات منطقة عين المريسة. يضم المشروع قسمين رئيسيين، الأول هو نسخة مأخوذة من فونوغراف إبراهيم نجم وينقل أصوات البحر من ميناء عين المريسة عبر البث الحي المباشر والتسجيلات في تأليف موسيقي يسعى إلى إعادة وصل المدينة بالبحر بعد أن حجبت الأبراج السكنية الحديثة مشهد البحر تماماً عن هذا الجزء من المدينة. أما القسم الثاني، فهو شبكة خطوط أنابيب صوتية طُليت بلون البحر الأزرق، ويمكن للناس وخاصة الصبية التحدث من خلالها وسماع أصوات بعضهم بعضاً كوسيلة لاستعمال الصوت ضمن اللعب أو لتعزيز التواصل بين أبناء المدينة. ومن بين برنامج (أسبوع الصوت)، عرض موسيقي في الهواء الطلق بعنوان (قصيدة للبحر) يقام على درج عين المريسة غداً الجمعة وتقدمه نخبة من الموسيقيين والعاملين في مجال الصوت. وتقام ورشة عمل بعنوان (أبجدية البحر) وهي جزء من مسار يبدأ من مرفأ صيادي عين المريسة إلى الدرج في رأس بيروت. كما يقدم ضمن الفعاليات عرض فني بعنوان (المسكن) من تصميم الفنانة نتالي حرب. واختير تقديم العرض داخل ما كان يسمى سابقا (الأفران الوطنية) التي كانت لها شهرة كبيرة في الستينات، قبل أن تتوقف عن العمل لما طرأ من مستجدات تكنولوجية على مر السنين.
مشاركة :