أثبت الحضور الذي اكتظت به قاعة احتفال النادي الادبي بمكة المكرمة مساء أمس الأربعاء في الحفل الذي اقيم لتكريم الشاعر الكبير حسين سرحان حجم الحب الكبير الذي يتمتع به الشاعر في المجتمع المكي وحرص الكثير منهم على المشاركة في تكريم الرمز الكبير . القاعة التي اكتظت بالحضور منذ وقت مبكر اثبتت أن الشاعر ليس انطوائيا ولا منغلق على نفسه كما قال حفيده ناصر على سرحان في مداخلته بقولة بان من وصف جدي بهذه الصفة لم يمر من امام منزلنا بحي المعابدة والذي يتحول الى ملتقى ادبي بشكل يومي من بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء على مركازه الشهير . الحفل تحول الى تظاهره ثقافية وصفت بأنها الابرز التي اقيمت في مكة المكرمة خلال السنين الاخيرة نظرا لكثافة الحضور من الرجال النساء ومشاركتهم الفاعلة تعبيرا عن حبهم لهذا الشاعر الكبير . الحفل الذي اقيم برعاه وزير الثقافة والاعلام وحضره مدير فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة وليد بافقيه وجمع من الادباء والمثقفين واعيان المجتمع المكي بدأ بكلمة ترحيبية لرئيس النادي الدكتور حامد الربيعي رحب فيها بالجميع مشيرا ان النادي قد نهج منهجا لتكريم كل من يقدم شيئا لهذا الوطن وفق معايير معينة سنها حيث يتم عرض الشخصيات المراد تكريمها ويتم اختيار احدها وفق هذه المعايير وأضاف بقوله قد يتقدم شخص او يتأخر قليلا ومن لم ياتي اليوم ياتي غد وقد وقع الاختيار على الشاعر الكبير حسين سرحان حيث اعد النادي هذا الاحتفال لتكريم هذه الشخصية التي سكنت في قلوبنا جميعا ونسأل الله ان ينال رضا الجميع . بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي لحياة حسين سرحان وابرز ملامح حياته نال استحسان الحضور تلاها تدشين رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي للحقيبة الالكترونية للشاعر حسين سرحان . الندوة الثقافية التي ادراها الدكتور حسن الزهراني والتي اصر فيها الدكتور عبدالمحسن القحطاني ان يتحدث واقفا طوال 20 دقيقة مشيرا انه وقف قبل ربع قرن في نادي جده الثقافي الادبي متحدثا مع مجموعة من الادباء عندما كرم النادي في ذلك الوقت حسين سرحانمشيرا ان حظ حسين سرحان مع الاندية الادبية حظ وفير حيث قامت بطبع العديد من كتبة ودواوينه . واضاف القحطاني بقولة ان الشاعر حسين سرحان شاعر موقف فهو شاعر وناثر واديب بالفطرة قبل ان يكون بالفطنة ورائ القحطاني ان الوريث الشرعي للشاعر حسين سرحان هو الدكتور عبدالله الحيدري رئيس نادي الرياض الادبي نظرا لكثرة دراساته وبحوثه في دواوين وكتب حسين سرحان . المتحدث الثاني في الندوة هو الدكتور عبدالله الحيدري رئيس نادي الرياض الادبي والذي اقتصر حديثه حول ملامح من حياة حسين سرحان مشيرا في حديثه أن السرحان ولد في مكة وامضى جزء من حياته في البادية حول مكة والطائف في حين قضى بقية حياته في حي المعابدة بمكة المكرمة وقد بدأ تعليمه في الكتاتيب ودرس في مدرسة الفلاح ولكنه لم يكمل تعليمه وقد هرب السرحان من الكتاب بسبب قسوة معلم عندما ضربة بسوط وقد ندم السرحان على تركه الدراسة في مدرسة الفلاح ندما شديدا . وأضاف الحيدري ان السرحان قد عمل في الدولة قرابة 40 سنة تنقل خلالها في اعمال شتى بين وزارة المالية وتوسعة المسجد الحرام ومطابع الحكومة في حين تزوج وانجب 4 بنات وولد وقد توفيت له ابنتان وولد رثاهم بقصائد مؤثرة ترجم احدها غازي القصيبي الى اللغة الانجليزية . وقد وصف السرحان طفولته بقولة كنت في طفولتي أحمل القرب واحش الكلأ وارعى الغنم والبهم وأحمل على ظهري قربة صغيرة تسمى سعنا ودائما ما يشدة الحنين الى حياة البادية ويقول عنها انها النقية . وأبان الحيدري ان السرحان توقف عن النشر في العشر السنوات الاخيرة ولكن كانت المفاجأه حينما اعادته صحيفة الرياض في مقالة اسبوعية اخرها نشرت بعد وفاته بيومين . أما المتحدث الثالث في الندوة فكانت الدكتورة ندى الحازمي والتي خصصت حديثها حول ملامح شعره فقالت كان السرحان شاعرا محافظا يعد شعره بين التجديد والتقليد يشمل شعره عدد من حالات الذات منها الذات الحزينة والمتأملة والمتشائمة والمحبة والمغتربة . •وكان أول المداخلين الشاعر عبدالله باشراحيل رئيس منتدى محمد صالح باشراحيل الثقافي الادبي واحد رفقاء درب الشاعر حسين سرحان حيث عدد بعض صفات الشاعر وظهر عليه التاثر من خلال حديثة عندما كان يتحدث عن جلستهم في المركاز وتسامرهم مع ابناء جيلهم من سكان حي المعابدةوالجميزة مشيرا انه قام بكتابة مقدمة لديوانه الشعري الخوف بخط يده والتي وضعها في مقدمه ديوانه ولازال يحتفظ بها حتى الان وأصر باشراحيل على استكمال حديثة طالبا من رئيس الجلسة منحة مزيدا من الوقت للتعبير عما في نفسه تجاه صديق ورفيق درب مشيرا انه ترك جميع ارتباطاته وحرص على حضورة هذه المناسبة لما يربطة بهذه الشخصية من صداقة امتدت سنين طويلة . وأضاف باشراحيل ان السرحان كان يسأل عن كل شاعر ينقطع عن جلسته ومنهم الشاعر عبدالله جبر عندما انقطع فترة كان يسالني عنه . وأعلن في مداخلته انه سيقيم حفل تكريم للشاعر حسين سرحان في منتداه قريبا ان شاء الله . في حين اكتفى الشاعر الكبير عبدالله جبر بالقاء عدد من قصائد الشاعر حسين سرحان مشيرا انه لايمل من سماع هذه القصائد العظيمة التي تشعرك انك تستمع لشعر نقي . الناقد الدكتور محمد مريسي الحارثي خالف الجميع بقولة أن حسين سرحان شاعرا وليس اديبا مشيرا انه يميل الى وصفه بالشاعرية فشعره يتميز بالمزاجية التي تتحول من موقف لاخر وقد عاصر المرحلة الاصلاحية والرومانسية والواقعية في العصر السعودي وفي العالم العربي بشكل عام وهو يصنف بشاعرا وليس باديبا . وفي نهاية الحفل قام رئيس نادي مكة الثقافي الادبي الدكتور حامد الربيعي بتكريم المشاركين في الاحتفال بتقديم دروع تذكارية بمشاركة مدير فرع وزارة الثقافة بمنطقة مكة المكرمة وليد بافقية واقرباء الشاعر المكرم.
مشاركة :