اتفق قادة 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، أول أمس الخميس، على عشرة التزامات للبقاء متحدين، والبحث عن حلول مشتركة لجعل الكتلة الأوروبية أكثر قوة وازدهاراً.جاء ذلك في إعلان صدر على هامش اجتماع غير رسمي للقادة الأوروبيين في مدينة «سيبيو» الرومانية تغيب عنه بريطانيا لمناقشة مستقبل الاتحاد الأوروبي بعد خروج المملكة المتحدة منه. وجدد القادة في «إعلان سيبيو» التأكيد على إيمانهم بأن الدول الأوروبية باتحادها تكون أكثر قوة «في هذا العالم الذي يزداد اضطراباً وتحدياً»، معربين عن إدراكهم لمسؤولياتهم إزاء جعل الكتلة الأوروبية «أكثر قوة»، وأن يكون مستقبلها «أكثر إشراقاً».وأوضح الإعلان أنه لهذا السبب اتفق القادة الأوروبيون «بالإجماع» على عشرة التزامات وصفوها بأنها ستساعدهم على أداء «هذه المسؤولية».وقال الإعلان أن «التحديات التي نواجهها اليوم تؤثر فينا جميعاً، وسنواصل العمل مع شركائنا في العالم لدعم النظام الدولي القائم على القواعد، وتطويره والاستفادة القصوى من الفرص التجارية الجديدة، والمعالجة المشتركة للقضايا العالمية مثل الحفاظ على بيئتنا، ومكافحة التغير المناخي». وأكد أن الاتحاد الأوروبي بمرور السنين أمسى «لاعباً رئيسياً على الساحة الدولية»، موضحاً أن الكتلة تجمع نحو نصف مليار مواطن أوروبي، وتمتلك سوقاً موحدة قادرة على المنافسة، كما أنها «رائدة في التجارة العالمية، وتشكل السياسات العالمية». كما أكد أن الاتحاد «أقوى» من الأمس، وأنه مصمم على حماية مواطنيه من خلال الاستثمار في «قوتنا الناعمة والقاسية وعبر العمل مع شركائنا الدوليين».وناقش القادة في اجتماعهم غير الرسمي جدول الأعمال الاستراتيجي المقبل للاتحاد الأوروبي للفترة من 2019 إلى 2024، كما تبادلوا وجهات النظر حول تحديات الاتحاد الأوروبي، وأولوياته على مدار الأعوام المقبلة.من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن استعداد بلاده لتقديم «إسهام حقيقي» بعد الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي. وقال جاويش أوغلو، في بيان، إن بلاده «قدمت كل التضحيات حتى اليوم من أجل أمن أوروبا، وهو ما أسهم في تحقيق بيئة الاستقرار والرخاء في القارة». وأشار إلى مضي 69 عاماً على «إعلان شومان» الذي يهدف إلى تحقيق سلام دائم في القارة، وإقامة أوروبا أكثر تكاملاً، معتبراً أنه «منذ ذلك اليوم قُطع شوط كبير لا يمكن إنكاره».وأكد الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على مكتسباتنا، والمضي قدماً إلى الأمام، لافتاً إلى أن المشروع الأوروبي يمر بتحديات من خلال العديد من الأحداث، من بينها تزايد الغموض على الصعيد العالمي، والعداء للأجانب، ومعاداة الإسلام، والشعبوية، ومواجهة القيم العالمية. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي «إما أن يكون قوة عالمية، ويتبنى مقاربات حكيمة بموجب ذلك، وإما أن ينحني أمام ديناميكيات السياسة الداخلية التي تتغذى من الشعبوية والتيارات المتطرفة»، مؤكداً أن المقاربة الثانية تُبعد دون شك تركيا عن الاتحاد الأوروبي.وشدد على أن تركيا تحافظ على التزامها بمسار العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، والتي حددتها هدفاً استراتيجياً، قائلاً «ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن ينظر إلى تركيا، وإلى القيم التي ستضيفها إلى الاتحاد عبر منظور أوسع، والاستجابة بما ينسجم مع ذلك». (وكالات)
مشاركة :