لم يبطن النظام القطري العداء للسعودية منذ عهد قريب، بل منذ سنوات والدوحة تنصب المكائد، وتحيك المؤامرات ضد السعودية، وتضامنت مع كل الأعداء لمحاولة تقسيم السعودية، وتمزيق وحدتها، وقلب نظام الحكم بحثًا عن زعامة وهمية. وتناسى النظام القطري أن السعودية قائدة العالم الإسلامي لاحتضانها قِبلة المسلمين، وقوتها السياسية والاقتصادية، ولها مشاركتها الفعالة في ملفات عدة، ولها كلمتها المسموعة في النظام الدولي. وبعد المقاطعة حاولت قطر إيهام العالم عبر الدعاية الإعلامية أن السعودية تحاول فرض الإملاءات عليهم في بعض القضايا المصيرية، وأنهم دولة ذات سيادة، بينما هم يخضعون للقبضة التركية الإيرانية. فعن أي استقلال يتحدثون؟ فالنظام القطري بصورته الحالية مجرد تابع للأتراك، يوجهون البورصة القطرية حسب رؤيتهم. انفجار "الرباعي المقاطع" لم يأتِ انفجار "الرباعي المقاطع" إلا بعد مرارة الصبر، وبعد استنفاد الدوحة كل محاولات تعديل هذه المراهقة داخل دوائر صناع القرار حتى أعلنت تمردها على تقاليد العلاقات بين الدول بالتدخلات السافرة في الشؤون الداخلية، وتبني الخطاب التحريضي، ومحاولة إشعال فتيل المظاهرات.. فالدول الرباعية منذ زمن بعيد وهي تدرك دسائس الدوحة، وتعاملت معها بسياسة النفس الطويل حتى ظنت الدوحة أنها تلعب بعيدًا عن ذكاء السياسيين، ومعرفتهم بخوافي الأمور؛ فوجدت نفسها منبوذة. الشيكات المفتوحة في اليومين الماضيين تكشفت عورات جديدة للنظام القطري، وثبت بالبرهان البيّن أن النظام القطري حاول استقطاب المشايخ والدعاة، وتوظيف المعارضين السعوديين لضرب دولتهم. فجاءت اعترافات الشيخ عايض القرني عن الشيكات المفتوحة، ومنح الجنسيات لكل من يعارض السعودية، واستخدام الأموال لشراء الذمم بشكل مباشر، أو عن طريق الهدايا، صادمة للبعض، لكن البعض يعرف ذلك من خلال تتبع سلوكيات النظام القطري وعقدة الدونية. وظهر المعارض السابق كساب العتيبي ليلة أمس، وكشف ما تقدمه قطر للمعارض سعد الفقيه من أموال ضخمة، قدرها ٣٠٠ ألف جنيه إسترليني كل ٣ أشهر؛ والهدف معلوم سلفًا، هو تشديد الخطاب ضد السعودية وشيطنتها. "معزولة ومنبوذة" بعد اللعب المفضوح على مدار سنوات وجدت الدوحة نفسها معزولة وحدها؛ فارتمت بأحضان تركيا وإيران كشركاء سياسيين واقتصاديين متوهمين أن هذا يغنيهم عن محيطهم الخليجي والعربي؛ فتركيا وإيران لم يتضامنا إلا لعدائهما الواضح للسعودية التي قلمت مخالب التمدد ونشر الفوضى. وفي العاشر من هذا الشهر تدخل قطر عامها الثالث وهي تغرد خارج السرب الخليجي مسخوطًا عليها من جيرانها، ومعزولة، تستنجد كل المؤسسات الدولية لدعم موقفها من المقاطعة متوارية وراء خطاب "المظلومية"، واستثمرت كل الوقائع السياسية بلا جدوى حتى ألقت هذه المكابرة بثقلها على الاقتصاد القطري الذي انجرح، وظل ينزف رغم الأكاذيب التي ينسجونها حول تعافيه.
مشاركة :