في إطار اهتمام وزارة التربية والتعليم بمعالجة المشكلات النفسية والسلوكية والأكاديمية لدى الطلبة، وفق أساليب تربوية حديثة، للارتقاء بشخصياتهم، والنهوض بتحصيلهم الأكاديمي، أنشأت الوزارة مركزًا للإرشاد النفسي والأكاديمي، وزودته بنخبة من الخبراء والمتخصصين، ليضطلع بمهمة دعم المدارس في معالجة بعض الحالات الطلابية، ومنها عدم وجود الرغبة في التعلم، والتعرض إلى العنف الأسري، واضطرابات البلوغ، وغيرها، وذلك عبر التشخيص الدقيق لتلك الحالات، وتنفيذ خطط علاجية مناسبة بالتنسيق مع المدارس وأولياء الأمور والجهات الأخرى ذات العلاقة.وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جاسم محمد المهندي رئيس مركز الإرشاد النفسي والأكاديمي أن الوزارة قد زودت المركز بالإمكانات اللازمة لتطبيق اختبارات دقيقة للقياس النفسي والتربوي على الحالات الطلابية المحولة إليه، وتحليل نتائجها، مع التشخيص المبكر لحالات الاضطرابات النفسية والسلوكية الحادة، وذلك بهدف وضع البرامج العلاجية المناسبة لكل حالة على حدة، والتنسيق في هذا المجال مع المدرسة، وأولياء أمور الطلبة، والجهات المتخصصة في المملكة، إضافة إلى دراسة وتحليل الظواهر التربوية والنفسية والسلوكية التي يعاني منها الطلبة في المدرسة، واقتراح الحلول العلاجية المناسبة لها. وتشمل خدمات المركز الجلسات الارشادية، والمقابلات، والاستشارات النفسية للمؤسسات المدرسية وأولياء الأمور، إضافة إلى إعداد وتنظيم البرامج التدريبية والمحاضرات التوعوية للمرشدين الاجتماعيين وغيرهم من التربويين في مجال الخدمات النفسية.سبب التسميةويشير المهندي إلى أن سبب إنشاء المركز والجمع بين الإرشاد النفسي والأكاديمي في تسميته، هو ما لمسته الوزارة من عدم الدقة في تشخيص عدد من حالات الاضطرابات النفسية والسلوكية من قبل المؤسسة المدرسية، وما يصاحب ذلك من خلل في تحديد العلاج المناسب، إضافة إلى عدم اقتناع بعض أولياء الأمور بتلقي أبنائهم العلاج النفسي في الجهات المتخصصة في المملكة، مما يسهم في تفاقم حدة الاضطرابات لدى الطلبة، ويؤثر على مستوى تحصيلهم الدراسي، كما جاء دمج الإرشاد الاكاديمي، نظرًا لتزايد حالات الصعوبات التعليمية الإنمائية، مثل بطء التعلم، وعسر القراءة، وعدم وجود الدافعية للتعلم.آلية متابعة الحالاتويقول المهندي إن المركز يستقبل الحالات الواردة من المدارس من خلال المرشد الاجتماعي، ويتم بعدها التأكد من سلامة الإجراءات المهنية المتخذة من قبل اختصاصي الإرشاد الاجتماعي في مواجهة تلك الحالات، ودراستها ووضع المعالجات المناسبة لها، والقيام بدور حلقة الوصل بين المدرسة والجهات المختصة في المملكة، عند الضرورة. ويضيف المهندي أن المركز يحرص على تعزيز العلاقة مع أولياء الأمور لضمان نجاح خططه العلاجية، والوقوف على نتائجها في البيت والمجتمع، كما هو الحال في المدرسة.وعن نوع التنسيق مع الجهات الأخرى، يقول المهندي أنه يتم التنسيق مع وزارة الصحة وبعض المراكز الطبية والنفسية لعلاج الحالات المستعصية التي تحتاج إلى العلاج الدوائي والإقامة الدائمة أو المؤقتة في المستشفى، كما يتم التعاون في حالات العنف الأسري مع مركز حماية الطفل بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية.مؤشرات النجاحويختتم المهندي اللقاء بالحديث عن الآثار الإيجابية للمركز، حيث أكد أن المركز بما يتميز به من تخصص مهني واحترافية في الأداء قد أسهم في علاج عدد كبير من المشكلات النفسية والسلوكية والأكاديمية، والدليل على ذلك تزايد الثقة بالمركز وإمكاناته من قبل المدارس وأولياء الأمور، وارتفاع عدد الحالات التي يستقبلها سنويا إلى أكثر من 600 حالة مقسمة على عدة فئات بحسب حدة المشكلة.
مشاركة :