شهد اليوم الثالث من فعاليات الدورة الثلاثة والعشرين لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، بزوغ نجم جديد، وهو المتسابق الجزائري عبد العزيز شوكري، الذي يرشحه المتابعون لاختبارات المسابقة، لينال مركزاً بين الأوائل من جهة، ويكون أفضل من مثل بلاده خلال مشاركتها في هذا المحفل القرآني الدولي. ويتميز أداء ابن الجزائر الشهير بـ«الكروان الباكي»، البالغ من العمر 22 عاماً، بمعايشة القرآن بصورة ملفتة، حتى أنه ملأ قاعة مسرح غرفة تجارة وصناعة دبي، صمتاً وخشوعاً بسبب قراءته المتميزة، وثقته منقطعة النظير رغم صعوبة الرواية التي يقرأ بها وهي رواية ورش عن نافع. ويعتبر هذا المتسابق، أجمل صوت بين المتسابقين الذين اختبروا حتى الآن، كما أنه يجيد الانتقال بين المقامات (نغمات القراءة). وكان اللافت أيضاً في أداء متسابق الجزائر، أنه تمكن من إسكات أجراس لجنة التحكيم الدولية، التي تركت تدوين الملاحظات على أداء المتسابق، وجلست تستمع إليه، وهو مغمض العينين على مدار أسئلة الفترة المسائية الثلاثة، التي تجاوزت فترتها 20 دقيقة. ويعد المتسابق عبدالعزيز شوكري، ثاني متسابق من نفس العائلة، يمثل بلاده الجزائر في مسابقة دبي الدولية للقرآن، بعد مشاركة شقيقه عبدالرحمن في العام 2008/2009 ويعتبر المتسابق التنزاني عبد الرحمن رمضان، البالغ من العمر 22 عاما، ثاني المتميزين في هذه الليلة القرآنية، بعد أن أظهر تمكناً في الحفظ، ورغم أنه يقرأ بطريقة (الحدر)، وهي طريقة سريعة في القراءة، واستطاع هذا المتسابق الذي ينحدر من أسرة قرآنية، أن يحجز لبلاده ولنفسه مكانا بين العشرة الكبار في الدورة الحالية لمسابقة دبي الدولية للقرآن. وأدى متسابق تنزانيا الاختبارات، ولم يتعرض سوى لتنبيه واحد فقط، استطاع أن يتجاوزه بسرعة، ودون الحاجة لفتح أو مساعدة من لجنة التحكيم الدولية. وقد شارك في اختبارات اليوم الثالث كل من المتسابقين عبد العزيز شوكري من الجزائر عبدالرحمن رمضان من تنزانيا، فضلو زينو من إثيوبيا، عبيدة معن فريحات من الأردن، أحمد محمد إبراهيم من كينيا، محامي الدين صالح من الفلبين، والأريني باه مامادو من الجابون. عوائل قرآنية وأكد المتسابق عبدالعزيز شوكري أنه يدرس في الماجستير بعد تخرجه من قسم الشريعة والقانون بكلية العلوم الإسلامية بالجزائر، وقد بدأ حفظ القرآن في بيته منذ عمر 10 سنوات وأتمه في عمر 15 على يد والده معلم القرآن وله 5 إخوة وأخوات يحفظون القرآن كاملا. وقال المتسابق عبيدة معن فريحات من الأردن، إنه «يدرس ماجستير الشريعة بالجامعة الأردنية وقد بدأ الحفظ في عمر 16 وأتمه بعد 3 سنوات وله 4 إخوة وأخوات، وقد شارك في مسابقة الملك عبدالعزيز وحقق بها المركز الثاني وقد رشحته وزارة الشؤون الإسلامية بالأردن للمسابقة». وأفاد المتسابق أحمد محمد إبراهيم (24عاماً) من كينيا، أنه أنهى ماجستير أصول الفقه ويسعى للتسجيل في الدكتوراه بنفس التخصص، وقد بدأ حفظه للقرآن منذ صغره وأتمه في عمر 9 سنوات ولديهم مركز لتحفيظ القرآن في نيروبي يقوم بالتحفيظ فيه وله 9 إخوة وأخوات وشجعته والدته على الحفظ. أصداء الاختيار وقال المستشار إبراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن: «لقد وفقنا لاختيار شخصية العام الإسلامية لهذا العام معالي جمعة الماجد كأحد رجال ورواد عمل الخير والفكر والثقافة والإنسانية والعطاء». من جانبه، قال المهندس سامي قرقاش عضو اللجنة المنظمة للجائزة رئيس وحدة العلاقات العامة: إن اختيار معالي جمعة الماجد شخصية العام الإسلامية لهذا العام اختيار صادف أهله لما لمعاليه من أنشطة وخدمات كبيرة في جميع المجالات الثقافية والتعليمية والخيرية». مسؤولون بالعمل الخيري: «الشخصية الإسلامية».. انطلاقة جديدة للعمل الإنساني أكد مسؤولون بالعمل الخيري والإنساني، أن اختيار معالي جمعة الماجد، شخصية العام الإسلامية للدورة الثالثة والعشرين لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، يجسد المكانة العالمية والمرموقة التي وصل إليها العمل الإنساني في الدولة، وتجسيداً للريادة والمؤسساتية التي وصل إليها هذا المجال الأهلي المهم في الإمارات. وأشاروا إلى أن اختيار معاليه للفوز بهذه الجائزة الدولية، سيكون نقطة انطلاق جديدة للعمل الإنساني بالدولة، وتعزيزاً من سماته ومميزاته، لما يمثله معاليه من قيمة كبيرة وتطبيق لمبادئ دولة الإمارات في تقديم المساعدة للإنسان من دون النظر لدينه ولونه وعرقه. وذكروا، أن أعمال معالي جمعة الماجد، تسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، وقد حقق الكثير من النجاحات والإنجازات في العمل الخيري، حيث حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية التي فاز بها واستحقها عن جدارة، في هذا المجال، مشيرين إلى أن فوزه بشخصية العام الإسلامية لهذا العام من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، يتوج باقة الجوائز التي نالها على مدار عقود. ونوهوا إلى الجهود التي قام بها معالي جمعة الماجد، أبرزها تأسيس جمعية بيت الخير بدبي، التي أنفقت في أكثر من 3 عقود، ما يزيد على ملياري درهم على المحتاجين والأسر المتعففة، وكذلك تأسيس ودعم كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، التي تخرج منها آلاف الطلاب والطالبات. وقال عابدين طاهر العوضي، مدير عام «بيت الخير»: «معالي جمعة الماجد، عرف بمساهماته الواسعة في مجالات الفكر والثقافة ودعم التعليم والعمل الخيري والإنساني وخدمة المجتمع، فسجله حافل بالإنجازات التي شملت تأسيس المدارس في دبي وأهمها المدارس الأهلية الخيرية». وأكد أن حصول معاليه على جائزة شخصية العام الإسلامية، يأتي تأكيداً على المكانة الرفيعة التي حققها بفضل أياديه البيضاء وأفكاره المبدعة التي تحولت إلى مؤسسات ومبادرات ملموسة، ليس آخرها برنامج إنجاز لدعم الطالبات اللواتي لم تتح لهن فرص التحصيل الجامعي، وما قدمه للمرأة من تعليم وفرص. من جانبه قال سعيد مبارك المزروعي، نائب مدير عام «بيت الخير»: ما بذله معاله لخدمة الكتاب والتراث والمخطوطات العربية والإسلامية، وما يقدمه من دعم للأسر المتعففة والفئات الضعيفة في المجتمع من خلال «بيت الخير» التي تحتفي بمرور 30 عاماً من العطاء، بفضل قيادته الحكيمة لمسيرة الجمعية، التي أنفقت وحدها خلال هذه الفترة ما يزيد على ملياري درهم، ونهضت بآلاف الأسر والطلبة والأيتام وأصحاب الهمم. وأكد أن معاليه يعد من رجالات الإمارات ووجوه دبي المرموقين، الذين نذروا حياتهم وأوقاتهم لخدمة الناس. وقال عبدالله الأستاذ، مساعد المدير العام لجمعية بيت الخير: معالي جمعة الماجد «رائد» الأعمال الخيرية والإنسانية والثقافية بشهادة المسؤولين ونخبة المجتمع وعامة الناس، فأياديه البيضاء في كل مكان، تساعد محتاجاً أو ترعى طالباً أو تدعم امرأة أو تسهم في نهضة المجتمع.
مشاركة :