يستبشر المسلمون في كل أنحاء العالم بقدوم شهر الخير والبركة، ويستقبلونه بفرح كبير، غير أن فرحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة السعودية للفضاء تعد فريدة من نوعها لا يشاركه فيها مسلم آخر، حيث تتجدد معه ذكريات صيامه في الفضاء كأول مسلم ينال هذا الشرف. وتعود تلك الذكريات إلى العام 1985 عندما انضم سموه إلى فريق ماكوك الفضاء «ديسكفري» وحلق معهم إلى الفضاء مشرفا على إطلاق القمر الصناعي العربي «عرب سات»، مصادفا في هذا الانطلاق الأيام الأخيرة من الشهر الكريم. وكان رائد الفضاء العربي المسلم قد حصل على فتوى من هيئة كبار العلماء بمتابعة صيامه في الفضاء حسب المنطقة التي أمسك فيها على كوكب الأرض، والتي كانت ولاية فلوريدا الأميركية، حيث تناول فيها السحور وأدى صلاة الصبح قبل إقلاع الماكوك. وسبق صيام سمو الأمير سلطان في الفضاء، صيامه الأيام الأولى من الشهر قبل إقلاعه من ولاية هيوستن الأميركية حيث كان يقضى فترة التدريب والتي صادفت أواخر الصيف، ووقتها كان يؤدي تدريبات شاقة في ظل إمساكه عن الطعام 18 ساعة، باعتبار أن ساعات الليل لا تتجاوز الست. ووصف سموه تجربة الصيام في الفضاء بأنها «تجربة لا تنسى» لما فيها من ذكريات خالدة منها الصيام والصلاة في الفضاء إلى جانب ختم القران الكريم في ستة أيام حيث كان يستقطع وقتا من راحته لتلاوة كتاب الله. وأشار الأمير سلطان في سرده لتلك الذكرى إلى أنه بعد حصوله على فتوى من مفتي عام المملكة لمواصلة الصيام في الفضاء حسب المنطقة التي أمسك فيها على الأرض، تعرف على موعد الغروب في ولاية فلوريدا محطة الإقلاع وتناول الإفطار بتوقيتها، فيما سمع الإعلان عن يوم العيد في المملكة في اليوم التالي عبر الإذاعة مضيفا في ذلك الیوم لم أشاهد ولادة قمر جديد خلال عملیة الرصد العلمیة لتحري هلال شوال، وحین جاء الیوم الثاني شاهدته، وعلى الفور أبلغت الفریق العلمي السعودي الذي كان بقیادة د. عبدالله الدباغ ليصدر بيان من المملكة یشیر إلى أن ذلك الیوم كان المكمل لشهر رمضان وتم صیام یوم قضاء ذلك الیوم»، وذكر سموه إن إقامة الصلوات في تلك الرحلة كانت محسومة عبر فتوى من الشیخ عبدالعزيز بن باز والشیخ عبدالعزیز آل الشیخ كونه كان حریصاً على كافة التفاصیل الشرعیة خلال الرحلة، موضحا أنه كان يتم الوضوء بالمسح عبر الفوط المبلولة بالماء لانعدام الجاذبیة في الفضاء. رحلة الفضاء «ديسكفري»
مشاركة :