انتهى الموسم الكروي 2018- 2019 بانتهاء دوري ڤيڤا للدرجة الممتازة بفوز الكويت باللقب، وهو أمر مستحق، في حين هبط الجهراء والفحيحيل إلى دوري الدرجة الأولى، في المقابل، بقي التضامن والشباب بعد حصد كل منهما 6 نقاط في الجولتين الأخيرة وقبل الأخيرة. أسدل الستار على بطولة دوري ڤيڤا للدرجة الممتازة لكرة القدم للموسم الرياضي 2018-2019 الخميس الماضي، وجاء الختام فيما يخص حسم البطولة منطقيا ومتوقعا، وذلك بفوز الكويت بالبطولة الثالثة على التوالي عن جدارة واستحقاق شديدين، ولم لا، وهو الفريق صاحب الأرقام الأفضل في كل النواحي؟، والأمر ذاته ينطبق على صراع البقاء الذي تم حسمه بهبوط الفحيحيل والجهراء، وهبوط الأخير يعد مفاجأة بكل المقاييس، لكونه دخل مواجهة التضامن بثلاث فرص، وتكمن المفاجأة في خسارته رغم ارتفاع مستواه، علما بأنه كان الحلقة الأضعف في البطولة بالدوري الأول. وما بين تتويج الكويت باللقب والقادسية بمركز الوصافة وبقاء التضامن والشباب وهبوط الفحيحيل والجهراء، واتهام البعض بالتفويت لا سيما في الجولة الأخيرة، وكذلك وجود مراهنات، تلقي "الجريدة" الضوء في هذا التقرير على الفرق العشرة المشاركة في البطولة. صدارة بجدارة مما لا شك فيه أن الكويت يستحق اللقب عن جدارة واستحقاق شديدين، فهو صاحب أقوى خط هجوم وفقا لعدد الأهداف التي أحزرها، كما أنه صاحب أقوى خط دفاع، إضافة إلى أنه الفريق الأكثر تحقيقا للفوز والأكثر تعادلا. وأكد المدرب القدير محمد عبدالله أنه على حسن ظن الإدارة بعد اللجوء له لقيادة دفة الأمور خلفا للمدرب هوبير فيلود، إلى جانب اللاعبين الأكفاء الذين واصلوا تفوقهم على أنفسهم بشكل لافت للنظر، وحصدوا 3 ألقاب على غرار الموسم الماضي. ومن المؤكد أن ما حققه الكويت من الفوز بالألقاب الثلاثة (دوري، كأس سمو الأمير، كأس سمو ولي العهد) لم يكن ليتحقق لولا وجود إدارة قوية تدعم الفريق بسخاء، سواء في جلب محترفين على أعلى مستوى أو التعاقد مع لاعبين محليين أكفاء، في مقدمتهم النجم فيصل زايد الذي أعاد اكتشاف نفسه داخل الأبيض. لا جديد واصل القادسية إخفاقاته المتتالية، وحقق الفريق لقب السوبر فقط، ولم يقدم الأصفر المستوى المعروف عنه بشكل إجمالي في الموسم المنتهي لأسباب يعلمها القاصي والداني، أولها عدم دعم الفريق بلاعبين قادرين على صنع الفارق مع الآخرين، لكن يبقى المركز الثاني الذي حققه يعد إنجازا في ظل الإمكانات المتاحة، والإصرار على المدرب الروماني إيوان مارين الذي أتى على الأخضر واليابس. مستقبل القادسية في الوقت الحالي يعد ضبابيا، في ظل شح الإمكانات وعدم دعم الفريق بصفقات محلية وأجنبية، مع ضرورة الإبقاء على يوسف ناصر الأفضل من بين كل اللاعبين دون منافسة تذكر. تراجع مخيف على الرغم من بداية السالمية القوية، والتي نافس بها بقوة على الصدارة مع الكويت، فإن النهاية جاءت مخيفة للغاية، فقد مركز الوصافة وخسر بالأربعة في الجولتين الأخيرة وقبل الأخيرة على يد الكويت والقادسية، وهو أمر يجب أن تقف أمامه الإدارة. هناك العديد من النجوم الذين تألقوا مع السماوي منهم المحترفان عدي الصيفي وفراس الخطيب، إلى جانب أكثر من لاعب محلي أهمهم فيصل العنزي والنجم القادم بقوة الموهوب فواز عايض العتيبي ورفيقه مبارك الفنيني، وخيرا فعل المجلس بالإبقاء على الصيفي صاحب الأداء الرائع والأهداف المؤثرة. فريق الألغاز يعد كاظمة فريق الألغاز، فالبرتقالي يفوز حينما يتوقع له الجميع الخسارة، ثم يخسر حينما يتوقع له الكثيرون الفوز، لذلك فرط في العديد من النقاط السهلة التي كانت في متناول يديه، والتي لو حصدها لنافس على اللقب بقوة. البرتقالي على أي حال فريق جيد ويجد دعم من مجلس إدارته، لكن صفقات المحترفين لم تكن على ما يرام، ولم تحقق الأهداف المرجوة منها، ويعد مشاري العازمي هو اللاعب الأفضل في الموسم المنتهي، إلى جانب الحارس حسين كنكوني وحمد حربي وناصر فرج. نهاية مخيبة من جانبه، فقد أنهى العربي الموسم نهاية مخيبة للآمال، الفريق لعب منذ البداية إلى النهاية في ظروف شديدة الصعوبة، والتي تتمثل في عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (ڤيڤا) بحرمانه من التعاقد في فترتي قيد متتاليتين (الصيفية والشتوية)، ليبقى الفريق دون صفقات محلية وأجنبية، وهو أمر أثّر عليه بالسلب. وقدّم المدرب السوري حسام السيد كل ما في استطاعته، لينجح في كسب ثقة العديد من الأندية المحلية والخليجية التي ترغب في التعاقد معه، ويعد حسين الموسوي النجم الأبرز في الفريق ليس بأهدافه الغزيرة فحسب، وإنما بروحه القتالية وحماسته وغيرته على القميص الأخضر. أقل من الطموح المأمول بدوره، لم يحقق النصر الطموح المأمول في ظل دعم مجلس الإدارة له، وفي ظل المدرب القدير ظاهر العدواني، لكن ليس من المعقول أن يحتل الفريق المركز السادس بفارق 9 نقاط كاملة عن العربي صاحب المركز الخامس، في ظل هذا الدعم المتمثل في إقامة معسكر خارجي وجلب لاعبين أكفاء محليين وأجانب. وهناك حظ عاثر واجه العنابي في الموسم المنتهي بعدد كبير من المباريات، لكن على أي حال فتجربة بناء فريق جديد من الألف للياء تجربة رائعة، وسيحصد النادي ثمارها في المستقبل القريب. تحقيق الهدف أما التضامن، فقد حقق هدفه المنشود بالبقاء في الدوري الممتاز، بل واحتلال المركز السابع وهو المركز الأفضل له منذ سنوات طويلة، التضامن وراءه مجلس إدارة رائع بقيادة شخصيات جديرة بكل احترام وتقدير؛ منهم رئيس النادي مبارك المعصب وأمين السر خالد شبيب اللذين دعما الفريق بقوة ماديا ونفسيا ومعنويا. ويتعين على رئيس جهاز الكرة فهد دابس، الذي عمل بقوة الموسم المنقضي أن يواصل العطاء من أجل تحقيق مركز لائق بالفريق ابتداء من الموسم المقبل. دخل الشباب الجولتين الأخيرة وقبل الأخيرة، وهو صاحب الفرصة الأضعف في البقاء، لكنه قهر المستحيل وحصد 6 نقاط بالفوز على الفحيحيل ثم القادسية، لكن رغم البقاء لم يقدم الشباب مستوى مقنعا طوال الموسم رغم الجهود التي بذلها مدرب الفريق خالد الزنكي والعائد للنادي عضو مجلس الإدارة، رئيس جهاز الكرة جابر الزنكي. هبوط غير متوقع لم يكن أكثر المتشائمين في الجهراء، لا سيما بعد الفوز على الكويت في الجولة قبل الأخيرة يتوقع هبوط الفريق، في ظل الارتفاع بالمستوى بشكل تدريجي منذ تولى المهمة المدرب الرائع أحمد عبدالكريم بعد إقالة المدرب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية كمال جبور، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، ليخسر التضامن، وفي الوقت ذاته فاز الشباب على القادسية. الفحيحيل دعم بلا نتيجة دعم رئيس مجلس إدارة نادي الفحيحيل حمد الدبوس الفريق الأول بكل قوة من أجل الوجود في مركز متقدم، حيث تعاقد مع صفقات أجنبية رائعة في مقدمتهم الأردنيان منذر أبوعمارة، أفضل لاعب هذا الموسم في صفوف الفريق، وإبراهيم الزواهرة، إلى جانب التعاقد مع لاعبين محليين مشهود لهم بالكفاءة، ورغم كل ذلك ذهبت الآمال والطموحات أدراج الرياح بإعلان الفريق أول الهابطين الى الدرجة الأولى، إلا أن ذلك لا يقلل من شأن الأحمر ومدربه محمد دهيليس الذي تولى المهمة بدلا عن المدرب السوري ماهر بحري. أرقام ● شهدت بطولة الدوري إحراز 263 هدفا، بمعدل تهديفي 14.6 هدفاً في الجولة، وبمعدل تهديفي 2.9 هدف في المباراة الواحدة، كما شهدت 65 فوزاً، مقابل 51 تعادلاً. ● يمتلك الكويت الدفاع الأقوى، حيث منيت شباكه بـ 14 هدفا فقط، في حين يمتلك أقوى خط هجوم برصيد 52 هدفا، وهو أكثر الفرق فوزا (13 مباراة)، وأقلها تعادلا مناصفة مع القادسية (3 مباريات)، وأقلها خسارة (مباراتان). ● يمتلك الجهراء والتضامن أضعف خطي هجوم، حيث أحرز كل منهما 16 هدفا فقط، ويعد خط دفاع الفحيحيل الأضعف على الإطلاق، إذ منيت شباكه بـ 42 هدفا، كما أنه الفريق الأقل فوزا (مباراتان)، في حين يقتسم لقب اكثر الفرق تعادلا مع السالمية (7 مباريات). ● نال مهاجم العربي حسين الموسوي لقب هداف الدوري برصيد 17 هدفا، في حين جاء مهاجم الكويت الإيفواري جمعة سعيد في المركز الثاني وله 11 هدفاً، وتقاسم لاعبو القادسية يوسف ناصر، والكويت فيصل زايد والشباب سوما، المركز الثالث، ولكل منهما 10 أهداف، علما بأن مهاجما الكويت والسالمية صابر خليفة وباتريك فابيانو أحرزا نفس العدد من الأهداف، بيد أن رحليهما في فترة الانتقالات الشتوية أبعدهما عن السباق، واقتنص محترف الكويت التونسي حمزة الأحمر المركز الرابع وله 7 أهداف. الكويتي أنفع قدم المدرب الكويتي في الموسم الحالي أداء مميزا، وكسب الرهان وبقوة من نظيره الأجنبي، الأمر الذي جعل عدد الخواجات في تناقص كلما تقدمت بطولة الدوري الممتاز ودخولها المراحل الحاسمة. وكانت البداية مع الكويت، الذي استعان بالمدرب محمد عبدالله، على حساب الفرنسي هوبير فيلود، الأمر الذي انعكس إيجابيا على نتائج الأبيض، وصولا إلى حصد ثلاثية الموسم الحالي. وفي الجهراء استعان أبناء القصر الأحمر بالمدرب أحمد عبدالكريم، خلفا للمدرب الجزائري كمال جبور، بعد أن تجمد رصيد الفريق عند نقطة واحدة، عقب اقتراب الدور الأول من نهايته، واستطاع عبدالكريم الوصول إلى النقطة 15، إلا أن الأمر لم يكن كافيا للبقاء في الممتاز. وعلى خطى الجهراء سار الفحيحيل، بالاستعانة بالمدرب محمد دهيليس على حساب السوري ماهر بحري، وهو ما انعكس بصورة ايجابية على مردود الفحيحيل، إلا أن الأمر لم يكن كافيا للبقاء أيضا في الممتاز. وفي كاظمة استعانت إدارة النادي بالمدرب عبدالحميد العسعوسي، لخلافة المدرب البرتغالي المخضرم أولفيرا. كما قدم المدرب ظاهر العدواني أداء مقبولا مع النصر، وهو ما ينسحب على خالد الزنكي الذي قاد الشباب للبقاء في الدوري الممتاز ويعد مارين مدرب القادسية من أكثر المدربين الذين نالوا انتقادات في الموسم الحالي، وعلى النقيض لاقى مدرب العربي حسام السيد استحسانا من الجماهير والنقاد.
مشاركة :