فرق منسية| نجيب الحداد.. صدق الوداد

  • 5/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة نيوز» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.رغم عمل الكاتب اللبنانى نجيب الحداد بالصحف والمجلات إلا أنه لم يتوقف لحظة عن الكتابة المسرحية، أو ترجمتها، كانت مسرحيته الشهيرة «صلاح الدين الأيوبي» وهى مأخوذة عن قصة الطلسم للسير ولتر سكوت، ومسرحية «المهدي» وهى تشخيص تاريخى رصد فيها بعض حوادث المهدى السوداني، ثم عرض «حمدان» الذى عربها عن مسرحية «هرناني» للمؤلف الفرنسى فيكتور هوجو، إضافة إلى تعريب مسرحية «شهداء الغرام» عن عمل «روميو وجوليت» لوليم شكسبير، ويعد أحد أركان التأليف المسرحى فى الثقافة العربية، وكان له أثر كبير فى تاريخ المسرحية العربية.برز فى أدب المسرح تأليفًا وترجمة، حيث ترجم مجموعة من أعماله المسرحية وهى «حلم الملوك» أوسينا عن عرض لكورني، ثم مسرحية «ثارات العرب» عن عرض لفيكتور هوجو، «الرجاء بعد اليأس» أفيجينى عن عرض لراسين، «غرام وانتقام» للسيد لكورني، «أوديب» لفولتير، «السر الهائل» لفولتير، «البخيل» إلى موليير، «الطبيب المرغم» لموليير، «بيرنييس» عن عرض لراسين، «عداوة الأخوين»، «عمرو بن عدي»، وأيضا «الفرسان الثلاثة إلى عرض لاسكندر دوماس»، ثم «غصن البان» عمل مقتبس من عرض لامارتين، «صدق الوداد»، ثم توقف عند مظاهر الجمال فى الطبيعة المصرية واللبنانية، وتأمل أحوال النفس الإنسانية فتجلت الحكمة فى ثوب فلسفى واضح المعالم.تلقى الحداد دعوة من بطريرك الروم الكاثوليك فى ١٨٧٣ للتعلم فى مدارس الإسكندرية، تلقى علوم العربية على خاليه خليل وإبراهيم اليازجي، ثم عاد إلى بيروت مرة أخرى عقب قيام الحركة العرابية، وأتم دراسته بالمدرسة البطريركية، حتى عاد بعدها إلى الإسكندرية مرة أخرى وعمل محررًا ومترجمًا لصحيفة الأهرام وأخذ يمارس عمله فى التأليف المسرحى ليصبح إنتاجه الغزير فى المسرح ولمع اسمه بين الكتاب المسرحيين، جعلته ينال العديد من التكريمات والجوائز أهداه سلطان زنجبار وسام الكوكب الدرى من الدرجة الثالثة تكريمًا لدوره فى خدمة العلم، كما أهداه الدون كارلوس دبوسا من اللؤلؤ بعد مشاهدته بعض مسرحياته أثناء جولته بمصر، ظلت أعماله الأدبية والإبداعية خالدة باقية رغم رحيله.

مشاركة :