واشنطن - قالت الأمم المتحدة إن نحو 180 دولة توصلت إلى اتفاق الجمعة يستهدف تحقيق خفض حاد في كميات مخلفات البلاستيك التي ينتهي بها المطاف في المحيطات حول العالم. واتفقت هذه الدول على تعديل اتفاقية بازل من أجل جعل التجارة العالمية في مخلفات البلاستيك أكثر شفافية وتنظيما مع ضمان أن يكون التعامل مع هذه المخلفات أكثر أمانا لصحة الإنسان وللبيئة. وقال رولف باييت السكرتير التنفيذي لاتفاقيات بازل وروتردام وستوكهولم لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان "أنا فخور بأن أطراف اتفاقية بازل توصلت هنا في جنيف هذا الأسبوع إلى اتفاق ملزم قانونا مع آلية عالمية للتعامل مع مخلفات البلاستيك". وقال البيان "التلوث الناجم عن مخلفات البلاستيك، والمعروف بأنه مشكلة بيئية كبرى تمثل قلقا عالميا، وصل إلى نسب وبائية في ظل وجود نحو مئة مليون طن من البلاستيك حاليا في المحيطات، يأتي ما بين 80 و90 في المئة منها من مصادر على الأرض". وأشار باييت إلى أن المفاوضات التي بدأت قبل نحو 11 يوما وشارك فيها 1400 موفد حققت أكثر مما كان متوقعا. وأرجع مسؤولون ما تحقق من تقدم إلى تزايد الوعي العام على مستوى العالم بمخاطر التلوث الناتج عن مخلفات البلاستيك على الحياة البحرية. وقال باييت إن القواعد الجديدة ينبغي أن يكون لها تأثير على تلوث المحيطات وضمان ألا ينتهي المطاف بمخلفات البلاستيك في مثل هذه الأماكن. ويوفر اكتشاف يرقانة قادرة على التهام البولي إثيلين إحدى أكثر المواد البلاستيكية مقاومة والمستخدمة في التغليف، فرصة لإتلاف حيوي سريع لهذا الملوث الذي يتراكم في الطبيعة ولا سيما في المحيطات. وأوضحت فيديريكا بيرتوكيني الباحثة في المركز الإسباني للأبحاث الوطنية (سي أس آي سي) وصاحبة هذا الاكتشاف المتمحور على يرقانة فراشة الشمع المعروفة علميا بـ"غاليريا ميلونيلا" والمنتشرة على نطاق واسع، أن "المخلفات البلاستيكية تمثل مشكلة بيئية عالمية، خصوصا فيما يتعلق بمادة البولي إثيلين المقاومة جدا والتي من الصعب جدا أن تتحلل تحللا طبيعيا". وكل سنة، يتم إنتاج حوالي 80 مليون طن من البولي إثيلين في العالم، على ما أفاد الباحثون الذين نشرت أبحاثهم في مجلة "كارنت بيولوجي" الأميركية. وقد بينت دراسة نشرتها سنة 2015 مجلة "ساينس" الأميركية أن حوالي 8 ملايين طن من البلاستيك ترمى سنويا في محيطات العالم. وبحسب تقديرات علمية، تضم المحيطات 110 ملايين طن من النفايات البلاستيكية التي قد تبتلعها الأسماك وغيرها من الأنواع المائية.
مشاركة :