إفطار اليوم الأول على سفرة «كبير الأسرة» عادة رمضانية حجازية

  • 5/12/2019
  • 00:00
  • 97
  • 0
  • 0
news-picture

رمضان عند أهل الحجاز ومنها «جدة» التي عُرفت منذ القدم بجمالها التراثي التاريخي، يعيشون لحظات روحانية تُعد عن مدى ارتباطهم بالشهر الفضيل، يبرز في الأيام الأولى من الشهر الكريم، بملمح اجتماعي يتمثل في إقامة إفطار جماعي لأفراد الأسرة يقام في بيت كبير الأسرة، في اليوم الأول من رمضان، أو الأيام الثلاثة الأخرى من الشهر الكريم. ويمثل اليوم الأول من رمضان لدى الأسر تجمعًا عائليًا، يعدّونه احتفالاً بقدوم الضيف الذي يهل عليهم في كل سنة مرة، يقيم له المجتمع مظاهر احتفائية تختلف من منطقة إلى أخرى، في منطقة الحجاز «جدة» على سبيل المثال، يبدأ استقبالهم في الأسبوع الأخير من شهر شعبان، من خلال إقامة الولائم والاجتماع في بيوت أفراد العائلة، ولديهم عادة اجتماعية تحرص عليها الأسر، تعرف بـ«الطُعمة» عادة رئيسية يحرص عليها الأهالي في شهر رمضان، وتُعرف بأنها اقتطاع جزء من الطبق وإرساله للجيران قبيل المغرب. وفي اليوم الأول من رمضان يحرص جميع أفراد الأسرة على تناول إفطارهم على مائدة كبير الأسرة، وتحرص الأسرة الحجازية على تنوع أصناف مائدتها الرمضانية، ومن أهمها شربة الحب، السمبوسك، الفول والمعجنات بأنواعها، كما تعد الصيادية من أشهر الأكلات الأساسية في وجبة السحور خاصة لأهالي جدة، أما السوبيا فهو المشروب المفضل والأساسي في شهر رمضان المبارك والمسيطر على أغلب الموائد الرمضانية في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وهي من أشهر المشروبات التي ترتبط برمضان وتعود عليها أهل جدة منذ القدم. وتهدأ الحركة عند أذان المغرب وكأن هذا البلد لا يوجد به أحد وتعود الحركة إلى الشوارع عند قرب أذان العشاء، فتجد أغلب الناس يستعدون لصلاتي العشاء والتراويح، ومن العادات المحببة إلى النفس في هذا الشهر الكريم تبادل العوائل المأكولات فيما بينها التي يتم طبخها في المنزل، ومن المظاهر في الشوارع كثرة بسطات البليلة في الحارات والأزقة والأسواق، وأيضًا بسطات الترمس والبطاطا المقلية، ويبدأ فرش البسطات بعد الإفطار، وهناك أيضاً بسطات تشبه المطعم المصغر على أرصفة الشوارع لتقدم أطباق الكبدة الجملي أو الضأني، ومن يقوم بالبيع في هذ البسطات هم من أبناء المنطقة نفسها. وتتوشح البيوت والمحال التجارية بالايزار الرمضاني المشهور، خاصة المطاعم، وتعليق الأهلة المضاءة، كما تتزين الشوارع، وتجهيز المهرجانات في الأماكن العامَّة من خلال إظهار العادات القديمة، وتعد جدَّة البلد أو جدَّة التاريخيَّة المكان المفضل لكثيرين في رمضان لأجوائها الاحتفاليَّة، حيث تصبح أكثر ازدحاماً مع ساعات الليل فيأتي الناس للتسوق في محلاتها، وتذوق أصناف أطعمتها التقليديَّة. فجدَّة عموماً منطقة لا تنام على مدار اليوم، الحركة في الشوارع لا تهدأ فتزدحم الشوارع قبل المغرب وبالأخص على بائعي السوبيا والفول، التي يحرص الأهالي أن ستكون حاضرة على سفرة الإفطار في رمضان في الأيام الأولى من الشهر الكريم.

مشاركة :