يتسابق أهل الخير والإحسان في ترتيب السُفر الرمضانية داخل وخارج المسجد النبوي الشريف على مدار الشهر الفضيل، ويشارك جميع أبناء المدينة المنورة بمختلف أعمارهم لدعوة ضيوف الرحمٰن للإفطار سوياً، وبعد انتهائهم من الإفطار يقومون برفع هذه السُفر وترتيب المكان وتنظيفه في وقت قياسي وقبل أن تقام الصلاة. ويتكون الإفطار المديني في المسجد النبوي من عدة أصناف يتميز بها أهل المدينة وحدهم وهي (الدُقة):نوع من البهار يُضاف عادة على اللبن، (الفتوت): نوع من أنواع الخبز المديني (الشريك الحجري):نوع من أنواع الخبز المديني. (الحيسة) وقد منعت مؤخراً من داخل المسجد النبوي حفاظاً على نظافته، (رطب الروثانة)، و(تمر السكري)، والشاي والقهوة. وفي هذا الصدد ذكر المشرف على أحد السُفر بالمسجد النبوي, والواقعة تحديداً في التوسعة الغربية حسان الدهلوي أنه عادة ما تكون السُفر الرمضانية في المسجد النبوي لعائلة أو قرابة من نفس الأسرة أو أب وأبنائه، وهم من يتكفلوا بمصاريفها وتجهيزها بمساعدة بعض الشباب. وأضاف الدهلوي: «لوكالة شؤون المسجد النبوي جهود حقيقية وجبارة، وقد قامت مؤخراً باستخراج تصاريح للسُفر الرمضانية بدلا من الخلافات التي كانت تحصل سابقاً بين الناس، كما قامت بتحديد عدد الخبز واللبن وثلاجات الشاي لكل سُفرة حسب مساحتها،حفاظاً على النعمة من الإسراف،كما قامت بزيادة أعداد الموظفين المعنيين بتنظيم وترتيب السُفر مما ساهم إيجاباً على ترتيب أكثر للمسجد النبوي وخلوه من أي سلبيات قد تؤثر عليه». ومن جهته، قال أيمن محروس مشرف على أحد السُفر التي تجاوز عمرها (40 عامًا) وتقع تحديداً خلف المكبرية: «وكالة شؤون المسجد النبوي بذلت جهد كبير بإطلاقها للتصاريح وتركيزها بعدم وجود أطعمة مخالفة، ونتج عن هذه الجهود المبذولة تنسيق كبير وترتيب واضح ونظافة تامة داخل وخارج المسجد النبوي». وأضاف محروس: «أن الإفطار الجماعي في المسجد النبوي يوضح أسمى معاني المودة والألفة والأخوة والتعاون بين المسلمين». بدوره، قال مصعب المطبقانيً مشرف على أحد السفر الواقعة في الحصوة الأولى تحت المظلة الثانية والتي تبلغ من العمر (30 عامًا): «نبدأ بفرش السفرة بعد صلاة العصر مباشرة ونقوم بوضع كافة المحتويات بشكل تدريجي مع اقتراب وقت أذان المغرب ونسعى لتوفير الراحة التامة للضيف الصائم».
مشاركة :