رفض الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، الدعوات التي أطلقت مؤخراً لتفكيك وتقسيم الشركة، ومن بين أبرز المطالبين بذلك شريكه السابق كريس هيوز. وبعد صداقة دامت لأكثر من عقد، يعارض هيوز الآن زوكربيرغ والشركة التي ساهم في إنشائها، قائلاً إن شركة «فيسبوك» أصبحت «ضخمة للغاية»، مطالباً الحكومة بالتدخل. وقال زوكربيرغ، في مقابلة مع قناة «فرانس 2»، إن «حجم الاستثمارات في الشركة يتيح لها استثمار مليارات الدولارات في الأمن كل عام»، مضيفاً: «رد فعلي الرئيسي هو أن ما يقترحه (هيوز) لن يساعد في شيء». وكان هيوز قد طالب بتقسيم الشركة إلى 3 شركات، لأنها «ضخمة للغاية»، على حد قوله. وأشار في مقال افتتاحي بصحيفة «نيويورك تايمز»، الجمعة الماضية، (من نحو 6 آلاف كلمة)، إلى أن زوكربيرغ اكتسب قوة «غير مسبوقة وغير أميركية». ودافع مؤسس «فيسبوك» عن شركته قائلاً: «ميزانيتنا للسلامة هذا العام أكبر من إجمالي أرباح شركتنا، حينما تم طرحها للاكتتاب العام أوائل العقد الحالي». وأكد زوكربيرغ، الذي التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أيام، في باريس، أن حجم «فيسبوك» حالياً هو في واقع الأمر ميزة للمستخدمين، ولأمن الديمقراطية، موضحاً: «إذا كنت تحرص على الديمقراطية والانتخابات، فإنك سترغب في شركة مثلنا تنفق مليارات الدولارات سنوياً، كما نفعل نحن، لبناء أدوات متقدمة لمكافحة التدخل في الانتخابات». وهيوز زميل سابق لزوكربرغ أثناء الدراسة بجامعة هارفارد، وشارك معه في تأسيس شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر. وكتب هيوز في مقاله: «نحن أمة لها تقليد في مواجهة الاحتكارات، حتى إذا وجودت النوايا الحسنة لقادة هذه الشركات. نفوذ مارك لم يسبق له مثيل، ولا يتوافق مع التقاليد الأميركية». وأوضح هيوز، في تصريحات لقناة «سي بي إس» الأميركية، «مارك شخص جيد وطيب، لكنه يمتلك قوة زائدة جداً»، متابعاً بالقول: «هذا احتكار واضح. السوق متوقفة. لا توجد منافسة. ولا محاسبة. يجب أن تتدخل الحكومة وتقسم الشركة». وعبر هيوز عن غضبه إزاء تركيز زوكربيرغ على النمو الذي أدى به إلى التضحية بـ«الأمن والكياسة» من أجل تفاعل المستخدمين على «فيسبوك»، مطالباً بالتحقق من سلطة الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك». وترك هيوز شركة «فيسبوك» عام 2007، محققاً ثروة تقدر بنحو نصف مليار دولار، وفقاً لموقع «تك كرنش» التقني، بعد 3 سنوات قضاها في الشركة. ويتعرض موقع «فيسبوك» إلى انتقادات بشأن الخصوصية وتسريب البيانات من قبل المنظمين والسياسيين في الولايات المتحدة وخارجها، وبدأت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تحقيقاً في شركة وسائل التواصل الاجتماعي بعد فضيحة بيانات «كامبريدج أناليتيكا»، للتحقق مما إذا كان «فيسبوك» قد انتهك اتفاقية عام 2011 للحصول على موافقة صريحة من المستخدمين لمشاركة بياناتهم، حسب شبكة «سي إن بي سي» الأميركية. ويتجاوز عدد مستخدمي «فيسبوك» المليارين حول العالم، وتملك الشركة تطبيقات «واتساب»، و«ماسنجر»، وتطبيق مشاركة الصور والفيديو «إنستغرام»، الذي يبلغ عدد مستخدميه أكثر من مليار شخص.
مشاركة :