عواصم - وكالات - فيما كشفت تقارير إسرائيلية أن سبب التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة هو «لِصد هجوم إيراني - عراقي» محتمل على قاعدتها في التنف، شرق سورية، اعتبرت طهران أن واشنطن «لن تدخل في حرب» معها لأنها «تدرك بأنها ستخرج خاسرة»، فيما دعت فرنسا الجمهورية الإسلامية على إظهار «نضج سياسي» في ما يتعلق بملفّها النووي.وهدّد «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، بأنه إذا أقدمت الولايات المتحدة على خطوة ضد طهران فإنها ستتلقى «ضربة في الرأس»، معتبراً أن الوجود العسكري الأميركي في الخليج «كان دوماً تهديدا خطيراً والآن أصبح فرصة».ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن قائد القوة الجوية التابعة لـ«الحرس»، أمير علي حاجي زاده، أن «حاملة طائرات تسع ما بين 40 و50 طائرة على الأقل وقوات قوامها نحو 6 آلاف جندي على متنها، كانت في السابق تشكل تهديداً خطيرا لنا لكن الآن... تحولت التهديدات إلى فرص، وإذا أقدم (الأميركيون) على خطوة فسنضربهم في الرأس».وعقد البرلمان الإيراني جلسة سرية بحضور قادة «الحرس الثوري» لبحث التعزيزات العسكرية الأميركية الأخيرة في المنطقة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية. وقال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، إن «قدرتنا الدفاعية كافية وحاملات الطائرات ليست محصنة وواشنطن لن تتحمل هكذا مخاطرة».إلى ذلك، انتشرت صورة جديدة لقائد «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، خلال زيارته للعراق من دون أن يعرف تاريخها، وقد ظهر إلى جانبه القيادي في «الحشد الشعبي»، أبو مهدي المهندس، قائد لواء «كتائب الإمام علي»، وشبل الزيدي، وفق ما ذكر موقع «العربية نت». من جهته، قال رئيس «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، أمس، إن «أميركا لن تدخل في حرب تدرك بأنها ستخرج خاسرة منها ضد إيران»، لافتاً إلى أنه لا أحد في طهران سيتصل هاتفيا برئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، وذلك في رد على ما ذكرته «سي ان ان» أن البيت الأبيض مرّر رقم الاتصال بترامب إلى قادة طهران عبر سويسرا.وأضاف: «صواريخنا دقيقة بمدى 2000 كلم وحاملة الطائرات الأميركية تبعد 500 كلم».بدوره، رأى نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن «البيت الأبيض يفتقد لسياسة منسجمة وعقلانية تجاه إيران والمنطقة والعالم»، وأن «الحل لا يكمن في الوساطات أو الاتصال الهاتفي... وترامب لديه أرقامنا الهاتفية أيضاً».وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني وصف، السبت، الضغوط السياسية والاقتصادية على بلاده بـ«حرب شاملة وغير مسبوقة»، وشدد على أن بلاده لن ترضخ أمام العقوبات الاقتصادية، داعياً إلى الوحدة بين الفصائل السياسية في البلاد لتجاوز الظروف التي قال إنها «ربما تكون أصعب من أوضاع البلاد خلال الحرب مع العراق في الثمانينات». وفي باريس، وصف وزير الخارجيّة الفرنسي، جان إيف لو دريان، تهديد إيران بتعليق تنفيذ بعض التعهّدات التي كانت قطعتها في إطار الاتّفاق النووي المبرم في 2015 بأنّه «ردّ فعل سيّئ» من جانبها، داعياً طهران إلى إظهار «نضج سياسي لاحترام التزاماتها».على صعيد آخر، أفاد موقع «ديبكا» العبري، المحسوب على الاستخبارات الإسرائيلية، بأن حراك واشنطن لتعزيز قواتها في المنطقة يهدف إلى «صد هجوم إيراني - عراقي محتمل على قاعدتها في التنف في سورية والرد عليه».ونقل الموقع عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن سبب الإجراءات الأميركية الأخيرة سببها «زيادة المعلومات الاستخباراتية التي تلقاها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي ومفادها أن حركة عصائب أهل الحق العراقية، بزعامة قيس الخزعلي، تستعد لمهاجمة القاعدة الأميركية في منطقة التنف الواقعة عند مثلث الحدود العراقية - السورية - الأردنية».ورأت المصادر أن «بإمكان عصائب أهل الحق أن تعد بعناية ومهنية الاعتداء على التنف، نظرا إلى أن قوات الخزعلي تتمركز في الأنبار قرب الحدود السورية، كما أن إيران زودت العصائب بصواريخ بالستية قادرة على استهداف مواقع أميركية أخرى في المنطقة في حال فشلت خطة مهاجمة التنف أو تم إلغاؤها». إسرائيل: إيران قد تهاجمنا إذا تصاعدت المواجهة القدس - رويترز - حذّرت إسرائيل، أمس، من هجمات إيرانية مباشرة أو بالوكالة عليها إذا تصاعدت المواجهة بين طهران وواشنطن.وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، وهو عضو في المجلس الأمني المصغر، في تصريحات تلفزيونية، إن «الأوضاع تحتدم» في المنطقة.وأضاف: «إذا اشتعلت الأوضاع بشكل ما بين إيران والولايات المتحدة أو بين إيران وجيرانها، فأنا لا أستبعد أن يؤدي ذلك إلى تفعيل دور حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي من غزة أو حتى أن يحاولوا إطلاق صواريخ من إيران على دولة إسرائيل».وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق عندما سئل عما إذا كان يتخذ أي ترتيبات بخصوص تهديدات محتملة مرتبطة بالمواجهة بين إيران والولايات المتحدة.
مشاركة :