مع ارتفاع وتيرة التوتر في الخليج العربي، بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران يطفو على السطح سؤال مهم يطرح نفسه: هل تقرع طبول الحرب في الخليج؟ وهل تلك التوترات ستؤثر على المنطقة الخليجية سلباً وتقلب الأوضاع فيها رأساً على عقب؟ وما السيناريوهات المحتملة لنتائج هذا التوتر بين دولتين تحشدان قواهما فيها؟ فالولايات المتحدة نقلت قطع حربية لها إلى الخليج من حاملة طائرات أبراهام لنكولن إلى منظومة باتريوت وطائرات بي 52، وفي المقابل قيام إيران بنقل قوات لها برية وبحرية لاحتمال ضرب قواعد وقوات أميركية موجودة في المنطقة من الخليج في الكويت والعراق وحتى سورية! فهل تقرع طبول الحرب؟!نقول - وفي تقديرنا لهذا الموقف - إنه من الصعب بمكان وقوع حرب في هذه المنطقة الحيوية من العالم، لأن تحركات الولايات المتحدة لا تعدو كونها استعراضا للعضلات الهدف منها الحرب النفسية على إيران، لإخضاعها في التخلي عن طموحاتها التي أجلتها مع الاتفاق النووي الأخير مع دول الـ 5 + 1 في العالم 2015 في عهد الرئيسي الأميركي الأسبق باراك أوباما، ولو عدنا إلى التاريخ قليلاً لنقول بأن هناك العديد من الأزمات التي حدثت بين البلدين في السابق، كانت أكثر توتراً لم يحدث فيها أي اشتباك أو حروب، ناهيك عن بعض الاشتباكات واقتراب الطرفين بما يشبه التهويش الفارغ.ونقول ليس من مصلحة الولايات المتحدة شن حرب أو افتعال أزمة حقيقية بمعناها الحقيقي، ولا إيران من مصلحتها مواجهة الولايات المتحدة في هذا الموقف، وبشكل عام نقول إن كل ما نشهده من تحركات في المنطقة من جانب الطرفين ماهي إلاّ حرب نفسية، أو «تهويش في تهويش»! إذ إن جميع المعطيات تشير إلى صعوبة حصول اشتباك حقيقي، ولكن هناك شيء ما بين السطور قد يشير إلى احتمال نشوب حرب «لا سمح الله»، وهو احتمال صعب حدوثه، فالولايات المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى تدرك أن منطقة الشرق الأوسط ليست هي كما كانت قبل سنوات. ومن ناحية أخرى، نقول إن الموقف بالنسبة لإيران مصيري للغاية، بمعنى أن الولايات المتحدة هنا موقفها أفضل حيث إنها جاءت بقواتها وبعدتها وعتادها الى منطقة الخليج، أي أنها بعيدة جداً عن مرمى أهداف إيران والعكس صحيح، بمعنى أن إيران في مرمى الولايات المتحدة وهذه النظرية القصد منها هو أن إيران لديها مفاعلات نووية عديدة، فهي هنا تحسب حسابات معقدة للغاية في أي عمل من شأنه تصعيد التوتر، ومن هذا المنطلق نقول بصعوبة أي اشتباك أو أي حرب في المنطقة، وحديثنا هذا يأتي من دون أن نذكر دور روسيا في هذه اللعبة الخطرة وما يمكن أن تفعله لصالح حليفتها إيران... والله الموفق. Dr.essa.amiri@hotmail.com
مشاركة :