في صحبة بيدبا.. الطيطوي ووكيل البحر

  • 5/13/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قيل إن طائرًا من طيور البحر يقال له «الطيطوي» كان وطنه على ساحل البحر، ومعه زوجةٌ له، فلما جاء أوان تفريخها، قالت الأنثى للذكر: لو التمسنا مكانًا حريزًا نفرخ فيه: فإنى أخشى من وكيل البحر إذا مد الماء أن يذهب بفراخنا، فقال لها: أفرخى مكانك: فإنه موافق لنا؛ والماء والزهر منا قريبٌ. قالت له: يا غافل ليحسن نظرك: فإن أخاف وكيل البحر أن يذهب بفراخنا، فقال لها أفرخى مكانك: فإنه لا يفعل ذلك فقالت له: ما أشد تعنتك! أما تذكر وعيده وتهديده إياك؟ ألا تعرف نفسك وقدرك؟ فأبى أن يطيعها.فلما أكثرت عليه ولم يسمع قولها، قالت له: إن من لم يسمع قول الناصح يصيبه ما أصاب السلحفاة حين لم تسمع قول البطتين. قال الذكر: وكيف كان ذلك؟ قالت الأنثى: زعموا أن غديرًا كان عنده عشب، فيه بطتان وكان فى الغدير سلحفاة، بينها وبين البطتين مودة وصداقة. فاتفق أن غيض ذلك الماء؛ فجاءت البطتان لوداع السلحفاة، وقالتا: السلام عليك فإننا ذاهبتان عن هذا المكان لأجل نقصان الماء عنه. فقالت: إنما يبين نقصان الماء على مثلي:فإنى كالسفينة لا أقدر على العيش إلا بالماء، فأما أنتما فتقدران على العيش حيث كنتمان فاذهبا بى معكما، قالتا لها: نعم. قالت: كيف السبيل إلى حملي؟ قالتا: نأخذ بطرفى عود، وتتعلقين بوسطه؛ ونطير بك فى الجو. وإياك، إذا سمعت الناس يتكلمون، أن تنطقي. ثم أخذتاها فطارتا بها فى الجو. فقال الناس: عجب: سلحفاة بين بطتين، قد حملتاها، فلما سمعت ذلك قالت: فقأ الله أعينكم أيها الناس، فلما فتحت فاها بالنطق وقعت على الأرض فماتت.وتبين القصة أنه لابد أن نتعلم أن لا تحقرن العدو الضعيف المهين، ولا سيما إذا كان ذا حيلة ويقدر على الأعوان.

مشاركة :