عودة النمر الأسود

  • 5/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ألمانيا بلد الاتحادات والسياحة الصحية وأيضا بلد العمل والاجتهاد تأخذ منك الكثير لكنها فى المقابل تعطيك الأكثر إذا أثبت لها اجتهادك. وهناك أمثلة كثيرة وجميعنا نذكر فيلم النمر الأسود الذى قام ببطولته النجم أحمد زكى وكان علامة فى تاريخه وتاريخ كل أصحاب الهجرة غير الشرعية .تعرفت على نمر أسود جديد فى ألمانيا، شاب مصرى أصيل مكافح طموح اسمه محمد صلاح صاحب ٣٢ عاما.شاب بسيط من عائلة متوسطة الحال من محافظة المنصورة مركز أجا قرية شبراويش بطل الجمهورية فى كمال الأجسام وبطل طلائع الجيش فى كمال الأجسام، كان حلمه أن يكون الشحات مبروك أو كرم جابر ويسافر الى ألمانيا، سخر منه الجميع ومن حلمه كسروا مجاديف أحلامه ولكنه صمم على الحلم واستمع لشخص أقنعه أنه سيساعده فى تحقيق حلمه وبالفعل سافر إلى روسيا ومنها إلى بلاروسيا ثم تركيا ثم اليونان ليكتشف فى تركيا أنها هجرة غير شرعية تتحكم فيها مافيا الهجرة غير الشرعية، رأى الموت فى كل لحظة، لم يكن معه طعام هو ومن معه كانوا يأكلون أوراق الشجر ويشربون من الأنهار ويختفون فى الغابات وعلى الحدود مطاردين يركبون السيارات السوداء التى تنقل اللاجئين والمهاجرين بطريقة غير شرعية . الموت من كل جانبأذكر حينما قال : تذكرين فيلم "حرب أطاليا" قلت له نعم .. قال:كنا نركب نفس هذه السيارات السوداء ونمشى فى الظلام والبنادق على رؤوسنا مهددين طوال الوقت، رأيت الموت بحق، قبضت علينا الشرطة باليونان، عوملنا بمنتهى العنف والمهانة وقال: لقد شعرت بالتعب والمذلة فطلبت من السلطات أن تسلمنى لبلدى وبالفعل رحلت وعدت إلى قريتى مكسور مطأطئ الرأس بداخلى حزن يشيب الرأس وتحملت وقررت أن أبدأ العمل من بلدى ولكن لن أتخلى عن حلمى فكنت أقرأ عن ألمانيا وأتابع أخبارها وبنفس الوقت سافرت إلى شرم الشيخ لأعمل ومنها للمرحلة  التى تليها سافرت السعودية لأعمل فى "اللياقة البدنية" سنة ٢٠١١ ثم مرحلة جديدة بعد سنة قررت أن أقدم على السفر إلى بولندا ومنها إلى ألمانيا. وبالفعل وجدت معاملة بمنتهى الرقى وسافرت وأخيرا استنشقت عبير ألمانيا التى كانت مقصد أحلامى . من لاجئ إلى مسؤول بمكتب الهجرة والأجانب بالاتحاد الأوروبى بألمانيا  قال محمد: تعلمت اللغة الألمانية كأول خطوة لأنها مفتاح لكل شيء ثم تقدمت فى جامعة بوتسدام لاستكمال دراستى، التحقت بالدراسة الجامعية قسم علم اجتماع ونجحت فى كل الامتحانات اللغوية والعملية وحصلت على"اعتراف دولى" من ألمانيا دبلومة تخصص علم اجتماع" وشهادة مزاولة المهنة وتقدمت للعمل بجوار الدراسة وتلقيت عرضا حكوميا من دائرة الأجانب والاندماج المتخصصة بالإقامات والجنسيات واللجوء ومازلت أحصل على عروض من وزارات وجهات حكومية مرموقة بألمانيا.وقال إنه بالمرحلة القادمة أنوى دراسة الماجستير تخصص علوم سياسية وإدارة أعمال .وفاجأنى وأكمل ...لا مجال للخطأ بألمانيا وبدأ فصل جديد من فصول حياته المليئة بالإخفاقات والنجاحات فكان يهتم بالشأن السياسى وسكن فى ولاية براندبورغ وعمله فى ولاية برلين.اكتسب خبرات وعلاقات من أصدقائه الذين ينضمون لحزب سياسى ببرلين ولاحظ أن بولاية براندبورغ وتشابكها مع حدود بولندا والتشيك لايوجد بالحزب لجنة تخص المهاجرين والاندماج، فتقدم بطلب تأسيس لجنة بعد مشاورات ومقابلات مع مسؤولين بالحزب إلى أن وافق مجلس إدارة الحزب بقيادة رئيس وزراء الولاية على تأسيسها .وهنا كُلف كرئيس للجنة بأن يستعد بالمشاركة فى صياغة البرنامج الانتخابى القادم فى سبتمر ٢٠١٩ بما يخص جزئية اللجوء والهجرة والاندماج ونجح مع أعضاء اللجنة في التوصل لشكل نهائى فى فترة وجيزة بعد مشاورات ومناقشات كثيرة مع جميع المسؤولين المتخصصين.وذكر أن الحزب هو الأقدم بألمانيا ويسمى الاشتراكى الديمقراطى وحكم ألمانيا لعقود طويلة وخرج منه أفضل مستشارى ألمانيا وله انتشار أوروبى كبير وهو يحكم الآن مع حزب ميركل بما يسمى الائتلاف الحاكم بـ ٦ حقائب وزارية أهمها: وزارة العدل ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة العمل ووزارة البيئة ووزارة الشباب والمرأة والأسرة والمسنين . وسألته: هل تعرضت لاضطهاد عنصرى دينى أو عرقى ؟فقال : لم أتعرض لمثل هذه الأمور بالعكس الألمان شعب يقدر قيمة العمل ويحث على الاجتهاد وشعب محترم ويحترم الآخرين ويعطيهم الفرص .الحلم وعن حلمه قال: إن حلمى لم يكتمل بعد فكلما أتممت خطوة للأمام أشعر وكأنى يجب أن أبدأ خطوة أخرى جديدة، فقد كنت فى  وزارة الخارجية الألمانية قبل ٣ أشهر بحدث يسمى "يوم الوظائف العالمى" وقدمت نفسى واستعلمت عن الشروط للالتحاق بركب قاطرة الاتحاد الأوروبى وزارة الخارجية ومازال هناك شروط أسعى لتحقيقها بأمر الله قريبا كى أكون دبلوماسيًا ألمانيا من أصول مصرية لأشرف مصر فى كل محفل دولى.تحدثنا فى شؤون بلادنا وقال أنا لم أنقم على بلدى يوما واحدا فأسرتى ربتنا على الانتماء لهذه الأرض وهذه هى إمكانيات بلدى وأنا أحترمها لولا بلدى وباسبور بلدى الذى يقلل منه البعض لما كنت أنا فى ألمانيا الآن . وقال: النجاح يأتى من الداخل وأنا تشبعت بفكرة الحلم وطورت من نفسى واجتهدت وتمسكت بحلمى لم تكن عندى واسطة ولم يكن عندى المال الذى يساعدنى ولكن الطموح والاجتهاد والسعى هما المركب الصحيح للإبحار.لا أعرف قفزت أغنية "أنا من البلد دى" فى رأسى وشعرت بالفخر لكونه مصريا فهي أغنية بلحن مصرى أصيل ولكونه من محافظة المنصورة محافظتى التى يرتفع اسمها كل يوم بفضل أبنائها الأعزاء.أفكر فى محمد وأراه بعد عدة سنوات فى الحقيبة الوزارية الألمانية .ووجدت أن أرض مصر عامرة بالخير وبالنماذج المشرفة ومليئة بالعقول المجتهده وعلى الإعلام أن يبرزها لرسم بسمة أمل على وجوه الأجيال المتشائمة.. فمازالت مصر جميلة بأبنائها الأوفياء وفيها "حاجة حلوة".

مشاركة :