متابعة - بلال قناوي: لم يكن غريباً على السد الفوز على الريان والتأهل إلى نهائي كأس سمو الأمير المفدى، لكن الغريب أن تأهله تحقق بعد الفوز بهدفين فقط ، كما أن الحسم وتأكيد التأهل جاء في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة نصف النهائي التي جرت بينهما مساء أول أمس، مما قد يعتقده البعض أن المواجهة كان.ت بين كفتين متساويتين، وهو أمر غير صحيح بالمرة، ومن حضر باستاد جاسم بن حمد بالسد، ومن تابع المباراة من الملعب، يتأكد أنها كانت من جانب واحد، ومن طرف واحد ، وأنها شهدت كماً كبيراً من الفرص السداوية الضائعة التي كانت كفيلة بانتصار تاريخي، ربما يفوق فوز السد على العربي 10 - 1 في الجولة الثانية للدوري وهي أعلى نتيجة وأعلى مباراة شهدت انتصار فريق هذا الموسم. من الطبيعي أن يفوز السد على الريان وبسهولة وبعدد وافر من الأهداف، لكن ما لم يكن طبيعياً أن ظلت نتيجتها معلقة حتى الدقائق الأخيرة، وهو ما قد يوحي بأن السد حقق فوزاً صعباً وشاقاً، وهو أمر صحيح في الظاهر، كون المباراة انتهت بهدفين فقط، والهدف الثاني جاء في الدقيقة 84، لكن الباطن والحقيقة أن السد أهدر انتصاراً ساحقاً وانتصاراً تاريخياً على الرهيب ، واكتفى فقط بالهدفين اللذين سجلهما. من الصعب حصر فرص السد، خاصة في الشوط الثاني ، لكن يكفي أن نشير إلى ضياع ركلة الجزاء من أقدام بونجاح، إلى جانب ضياع فرص أخرى من علي أسد وبغداد وحسن الهيدوس وأكرم عفيف، وكل واحد منهما أهدر ما لا يقل عن هدفين! تفوق السد لعباً وأداءً ونتيجة، وسيطر على مجريات اللعب وكان الأفضل هجومياً ومن جميع النواحي، وعلى العكس كان الريان غائباً عن اللقاء، إلا من بعض المحاولات التي لم تحقق له أي شيء وهي تعد على أصابع اليد لندرتها وقلتها، وأبرزها تسديدة لوكا في الشوط الأول وأنقذها الدوسري الذي أنقذ الكرة الثانية في الشوط الثاني، وبخلاف ذلك لم يكن هناك ما يذكر للريان. المثير في الأمر أن السد لعب بتشكيل جديد، واعتمد على لاعبين في مراكز جديدة لاسيما طارق سلمان قلب الدفاع الذي لعب كظهير أيسر، ومع ذلك لم يتغير أو يتأثر الأداء السداوي، وهو أن دل على شيء فإنما يدل على الفكر الكروي الذي يتمتع به الفريق بغض النظر عن الأسماء الموجودة على المستطيل الأخضر. وقد أثبتت المباراة أن الزعيم فريق لا مثيل له ، وأنه وصل إلى أعلى مراحل التطور والأداء، وأنه من أقوى الفرق في قطر وفي آسيا أيضاً، حيث يتملك الشخصية والمستوى والفكر الكروي، ويملك في نفس الوقت العناصر القادرة على التنفيذ، بل ويملك أيضاً البدلاء القادرين على المحافظة على المستوى الذي وصل إليه. الرهيب المتواضع على العكس تماماً ظهر الريان بأداء ومستوى متواضع ، وربما لم يظهر أي مستوى، وقدم فقط اجتهادات كروية، بعيداً عن التفاهم والانسجام، وبعيداً عن التكتيك والأداء الخططي، وهو أمر أخطر وأسوأ من الهزيمة بهدفين أو بعشرة أهداف. لو تحدثنا بلغة الأرقام سنجد أن الريان التقى السد 3 مرات هذا الموسم منها مرتان في الدوري ومرة في كأس سمو الأمير، وفي المباريات الثلاثة خسر الريان، واهتزت شباكه 11 مرة، بينما لم يستطع إحراز هدف واحد في مرمى السد. هذه الأرقام المخيبة والمتواضعة، والأداء غير اللائق باسم وتاريخ الريان، والمستوى الأخير أمام السد في كأس سمو الأمير، يؤكدان أن الرهيب يعاني من أزمة كبيرة، ولا يحتاج إلى مجرد علاج بل إلى عملية بناء جديدة، تعتمد على لاعبين جدد يليقون باسم النادي، ومحترفون يضيفون له ويقدمون المساندة والدعم. الأرقام القياسية السداوية تتواصل رقم قياسي جديد حققه الزعيم وأضافه إلى أرقامه القياسية سواء في هذا الموسم، أو في أغلى البطولات، حيث واصل التأهل إلى المباراة النهائية كأكثر الفرق، وأصبح وصوله إلى نهائي 2019 هو المرة الثانية والعشرون التي يتأهل فيها، وهو رقم كبير ومن الصعب تحطيمه أو حتى الوصول إليه. الزعيم سيكون قريباً من رقم قياسي جديد سواء أيضاً هذا الموسم أو فى أغلى البطولات، إذا حقق الفوز باللقب الغالي، ورفع رصيده إلى 17 مرة حقق فيها أغلى البطولات. وحقق السد اللقب الغالي 16 مرة في مواسم 1975 و77 و82 و85 و86 و88 و91 و94 ، و2000، و2001 و203 و205 و2007 و2014 و2015 و2017 فلاحي حكم الكلاسيكو بامتياز رغم صعوبة وقوة المواجهة ورغم البداية غير الجيدة من لاعبي السد والريان الذين ظهروا متوترين وفي حالة عصبية غير جيدة كعادة مباريات الكؤوس، إلا أن الحكم الدولي سلمان فلاحي أدار المباراة بامتياز، ونجح في السيطرة عليها، وخرج بها إلى بر الأمان بأداء قوي وصارم، وبقرارات صحيحة بما في ذلك ركلة الجزاء السداوية التي اضطر إلى اللجوء فيها للفار للتأكد منها. صحيح أن المباراة شهدت 10 بطاقات صفراء مناصفة بين لاعبي الفريقين، إلا أنها إنذارات طبيعية تتماشى مع طبيعة مباريات الكؤوس التي تحفل بالتوتر والقلق والعصبية بغض النظر عن مستوى الفريقين. طارق سلمان الجوكر نجح طارق سلمان قلب دفاع السد والعنابي في إثبات وجوده من جديد، وأكد أنه لاعب لديه إمكانات وقدرات جيدة تساعده على اللعب في أي مركز، حيث اعتمد عليه مدربه فيريرا في مركز الظهير الأيسر بالشوط الأول، حيث قدم أداء جيداً دفاعاً وهجوماً، وعندما عاد لقلب الدفاع في الشوط الثاني ظهر أيضاً بمستواه المعروف ليؤكد أنه سيكون الجوكر الجديد للزعيم. فهد.. النقطة المضيئة الوحيدة لا يستحق أي لاعب في الريان الإشادة أو الثناء لأدائه في مباراة السد، باستثناء حارس المرمى الشاب فهد يونس الذي كان على مستوى ناديه الكبير، وأثبت أنه حارس جيد ينتظره مستقبل كبير وباهر، حيث دافع ببراعة وببسالة عن شباك فريقه، وساهم في حرمان السد من انتصار ساحق ، ومن الفوز بأهداف غزيرة ، بعد أن تصدى للعديد من الفرص السداوية المحققة وبعد أن تصدى لأفضل هجوم في الدوري وأنقذ اسم وسمعة ناديه من خسارة مذلة وساحقة، وليس كل لاعبي الريان لعبوا بروح ومستوى فهد يونس، فمن المؤكد أنهم لو فعلوا لربما حققوا الفوز وأسعدوا جماهيرهم.
مشاركة :