أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباح الأحد لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة ومن المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات. كما فنّدت الوزارة إشاعات حفّت بالحادثة نافية أي تأثير له على السير العادي للنشاط في ميناء الفجيرة. ويعتبر الحادث سابقة في الإمارات المعروفة باستقرارها الفريد نظرا لمتانة مؤسّسات الدولة ورسوخها، ونظرا أيضا لنجاح نموذجها القائم على التوسّط والاعتدال ما أقفل الباب أمام نوازع التشدّد ومنع الإرهاب المتربّص بالمنطقة من التسرّب إليها وإيجاد موطئ قدم له فيها. ومع ذلك يظل البلد الذي كانت له مشاركات فاعلة في محاربة الإرهاب والتصدّي للقرصنة البحرية، مستهدفا بحملات دعائية من قبل أطراف إقليمية معروفة بدعمها للإرهاب واحتضانها لجماعاته. وجاء استهداف السفن بالتزامن مع حملة تهديد ووعيد شنّتها إيران بعد اشتداد الضغوط الأميركية عليها وبعد تصنيف حرسها الثوري تنظيما إرهابيا. ولإيران سوابق في التعرّض للملاحة الدولية وتفخيخ الممرات البحرية بشكل مباشر كما فعلت خلال حرب الثماني سنوات ضدّ العراق، أو وكالة عن طريق ميليشيات الحوثي في اليمن الذين تعرّضوا في أكثر من مرّة لسفن قبالة السواحل اليمنية، مستخدمين تقنية إيرانية تقوم على تفخيخ الزوارق الصغيرة وإطلاقها صوب السفن. وسبق للحرس الثوري الإيراني أنّ هدّد بإغلاق مضيق هرمز ردّا على مساعي الولايات المتحدة لمنع تسويق النفط الإيراني. ويتيح تنفيذ عملية إرهابية قبالة المياه الإماراتية لإيران توجيه رسالة بأن نطاق استهدافها في أي صراع قادم سيتّسع ليتجاوز نطاق مضيق هرمز بحدّ ذاته. ومعروف عن الإمارات النشاط الكبير لموانئها نظرا لثراء حركة التجارة الدولية باتجاهها، تبعا لازدهارها الاقتصادي. وقالت الوزارة في بيان لها إن الجهات المعنية بالدولة قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللاّزمة، ويجري التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق ورفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها. وأشارت إلى أن العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن. وأكدت أن العمل يسير في ميناء الفجيرة بشكل طبيعي وبدون أي توقف، وأن الشائعات التي تحدثت عن وقوع الحادث داخل الميناء عارية عن الصحة ولا أساس لها، وأن الميناء مستمر في عملياته الكاملة بشكل روتيني. وشدّدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على أنّ تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطورا خطرا، مؤكدة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية.
مشاركة :