تمنت جماهير الشارقة، التي ملأت جنبات استاد زعبيل، أن تكون مباراة فريقهم أمام الوصل في الجولة الـ24 هي ليلة «الحلم»، وإعلان فريقهم بطلاً لدوري الخليج العربي هذا الموسم، للمرة الأولى في عصر الاحتراف، لكن الرياح لم تأت كما اشتهت سفن «الملك»، وكانت المفاجأة، أن يسقط الفريق في فخ خسارته الأولى هذا الموسم، وتؤجل أحلام جماهيره إلى الجولتين المقبلتين الحاسمتين، حيث لن يكون هناك مفر من تحقيق فوز واحد على الأقل، سواء أمام الوحدة في الجولة الـ25 أو الإمارات في الجولة الـ26، لكنها لن تكن مهمة سهلة على الإطلاق في هذا التوقيت من البطولة. ومن جانبه، أكد عبد العزيز العنبري، مدرب الشارقة، أن الجولتين المقبلتين باتتا هما «الأصعب» على فريقه في مشوار الدوري طوال هذا الموسم، بعد تلقيه الخسارة من الوصل بنتيجة 2-3 وخسارة النقاط الثلاث، التي كان الحصول عليها كفيل بإعلان الفريق بطلاً للقب. وكشف العنبري أن الصعوبات «تتمثل في غياب عدد من عناصر الفريق عن المواجهتين المقبلتين بداية من لقاء الوحدة، على رأسها قائد دفاع الفريق شاهين عبد الرحمن، الذي نال البطاقة الحمراء في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة أمام الوصل، لكنه عبر في نفس الوقت عن ثقته في جميع لاعبيه، وقدرتهم على تحقيق الهدف المرجو منهم، من أجل التتويج باللقب. واعترف مدرب الشارقة أن الخسارة، ورغم مرارتها، لكنه تحمل في بعض جوانبها أمراً إيجابياً، وهو أنها حدثت والفريق لا زال يمتلك الفرصة لحسم موقفه بيده، وتتبقى له مباراتان في المسابقة، والفوز في إحداها تكفيه لحسم اللقب في «الأمتار الأخيرة» من المشوار. ورغم الخسارة، إلا أن العنبري أشاد بالمستوى الذي قدمه الوصل، مؤكداً أن فريقه كان بإمكانه أن يفتتح التسجيل لو نجح محترفه البرازيلي «ويلتون» في التسجيل في لعبة الهدف، الذي ألغي بتقنية الفيديو، من البداية وقبل ارتداد الكرة من حارس الوصل لإيجور، وقبل تدخل «الفار». أما الروماني لورينتي ريجيكامب، مدرب الوصل، فتحدث بكل فخر، عن أن ما قدمه «الإمبراطور» في هذه المباراة يجسد مستوى «الفريق» الذي يعرفه، وكرة القدم التي يسعى إليها دائماً، مشيراً إلى أنه يتمنى ألا يقل مستوى فريقه في الموسم المقبل، عما قدمه في هذه المباراة، وذلك بعد فترة إعداد جيدة من دون إصابات أو غيابات، ووقتها سيكون للوصل شأن أفضل بكثير عن الموسم الحالي. وقال ريجيكامب: إنه لا يهمه من يفوز بالدوري، لأن من يهمه في الأساس هو فريقه، وبالتالي فإنه يحاول أن يقدم أفضل ما لديه، وأن يبني من الآن للموسم المقبل، وهو ما نقله للاعبين وانعكس على أدائهم وشخصيتهم في الملعب، مشيراً إلى أن الوصل عازم على الأداء بمنتهى القوة في المباريات المتبقية له هذا الموسم، سواء في الدوري أو دوري أبطال آسيا رغم غياب الحافز، لكن يكفي أن الوضعية التي يحتلها الفريق لا تتلاءم مع اسم ومكانة الوصل.