روحاني يشكو ضعف صلاحياته وعجز حكومته

  • 5/13/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني "ضغوطاً" تمارسها الولايات المتحدة بأنها "حرب تُعتبر سابقة في تاريخ ثورتنا". لكن قائداً في "الحرس الثوري" الإيراني رأى في الانتشار العسكري الأميركي في الخليج "فرصة" لبلاده، مهدداً بتدمير أسطوله. وحشدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عسكرياً في المنطقة، إذ أرسلت حاملة طائرات وسفينة حربية برمائية وقاذفات استراتيجية من طراز "بي-52" وبطاريات صواريخ "باتريوت"، لمواجهة "مؤشرات واضحة" على تهديدات تمثلها طهران للقوات الأميركية. وعقد مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني جلسة مغلقة اليوم الأحد، ناقش خلالها التطورات، في حضور قائد "الحرس الثوري" الجنرال حسين سلامي الذي نقل عنه بهروز نعمتي، الناطق باسم رئاسة البرلمان، قوله إن "الأميركيين بدأوا حرباً نفسية، لأن ذهاب جيشهم وإيابه مسألة طبيعية". أما الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد سلاح الجوّ التابع لـ "الحرس"، فقال: "حاملة طائرات تسع 40-50 مقاتلة على الأقل، وقوات من حوالى 6 آلاف جندي على متنها، كانت في السابق تشكّل تهديداً خطراً بالنسبة إلينا، لكنها التهديدات تحوّلت الآن فرصاً". وأضاف: "السفن الحربية الأميركية هدف سهل لنا، وصواريخنا قادرة على تدميرها. إذا أقدّم (الأميركيون) على خطوة ضد إيران، سنوجّه إليهم ضربات مباشرة". إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أعدّ خططاً لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، وانتهاج سياسات أكثر عدائية حيال بلاده، قبل توليه منصبه. ووضع على "تويتر" رابطاً لمقال يعود إلى العام 2017 في مجلة "ناشونال ريفيو"، كتبه بولتون بعنوان "كيف نخرج من الاتفاق النووي الإيراني". وعلّق ظريف، وكتب: "مخطط مفصّل لمعلومات استخباراتية كاذبة وحرب لا تنتهي ولعروض غير جدية لإجراء محادثات. ما ينقصه هو أرقام الهواتف فحسب". ويشير بذلك إلى تقرير بثّته شبكة "سي أن أن"، أفاد بأن البيت الأبيض سلّم مسؤولين سويسريين رقم هاتف يتيح للإيرانيين الاتصال بترامب الذي دعا طهران إلى حوار، علماً أن السفارة السويسرية في طهران تمثّل المصالح الأميركية في إيران. ورحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باتصال هاتفي محتمل من مسؤولين إيرانيين، من أجل التفاوض. وشدد على أن الولايات المتحدة تريد "حلولاً سلمية وديبلوماسية"، وزاد: "هدفنا ليس الحرب، (بل) تغيير سلوك قادة إيران. أقولها بوضوح إن القادة الإيرانيين أدركوا حجم التكلفة". ووصفهم بأنهم "لصوص يسرقون أموال الشعب الإيراني وينفقونها على حروب بالوكالة في العالم". لكن النائب حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، شدد على أن "أحداً لن یهاتف الرئيس الأميركي، وستُضطر واشنطن إلى تقديم عروض تفاوض أكثر جدية". وأضاف: "نعتقد بأن استراتيجية أميركا ليست الحرب، بل أنها لجأت إلى حرب نفسية، تترافق مع عقوبات وضغوط اقتصادية". وتابع: "يمكن أن تضرب إيران، في إطار سياستها الدفاعية، أهدافاً أميركية تبعد 2000 كيلومتر. أما إذا أرادت البحرية الأميركية المبادرة لضرب إيران، فإن أقصى مسافة بينها وبين إيران ستكون 500 كيلومتر، ولذلك يدرك (الأميركيون) أنهم سيورّطون أنفسهم بحرب خاسرة". أما روحاني فلفت إلى أن "الضغوط السياسية والاقتصادية التي يمارسها الأعداء ضد إيران تمثّل حرباً سافرة تُعتبر سابقة في تاريخ ثورتنا"، مشدداً على "ضرورة وحدة كل القوى الثورية ووقوفها جنباً إلى جنب". وأضاف: "لا يمكن قول هل أن الظروف الآن أفضل أم أسوأ من فترة الحرب (1980-1988) التي لم نعاني خلالها من مشكلات مع مصارفنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات، وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح". وتابع: "لكنني لا أيأس ولديّ أمل كبير بالمستقبل وأعتقد بأننا يمكن أن نتجاوز تلك الظروف الصعبة، شرط أن نتّحد". روحاني الذي كان يتحدث خلال لقائه ناشطين إصلاحيين، تطرّق إلى منتقدي أدائه وحكومته والأوضاع في إيران، قائلاً: "عندما تُساءَل الحكومة، يجب في الوقت ذاته البحث عن صلاحياتها في الموضوع محلّ السؤال". وأضاف: "إذا سُئلت الحكومة عن السياسة الخارجية والثقافة، يجب أن ننظر أولاً إلى حجم سلطاتها في هذين المجالين. يجب مطالَبة الحكومة وفقاً لقدرات وصلاحيات رئيس الجمهورية”. إلى ذلك، أمرت محكمة بمصادرة أعداد مجلة "صدا" المؤيّدة للإصلاحيين وتجميد صدورها، بعدما نشرت عدداً تضمّن مقالات تحذر من حرب مع الولايات المتحدة. ووَرَدَ في العنوان الرئيس للمجلة على غلافها، على خلفية صورة لسفن حربية أميركية: "عند مفترق طرق حرب وسلام، هل خسر المعتدلون أم سينقذون إيران مرة أخرى من حرب"؟ ووصفت صحيفة "كيهان" المتشددة "صدا" بأنها "صوت ترامب الذي يخرج من أفواه مدّعي الإصلاحات"، مضيفة أن "الطابور الخامس يريد التشكيك بالمقاومة، وأن يضع إيران مرة أخرى في فخ التفاوض" مع واشنطن. وكتبت وكالة "فارس" للأنباء المحسوبة على "الحرس الثوري": "في ذروة حرب سياسية واقتصادية وإعلامية تشنّها أميركا على الأمّة الإيرانية، تكمل مطبوعة إيرانية العمليات الإعلامية للعدوّ داخل البلاد". في غضون ذلك، اعتبر وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أن "الأوضاع تحتدم" في الخليج. وأضاف: "إذا اشتعلت الأوضاع في شكل ما بين إيران والولايات المتحدة... لا أستبعد أن يؤدي ذلك إلى تفعيل دور حزب الله (اللبناني) والجهاد الإسلامي من غزة، أو حتى أن يحاولوا إطلاق صواريخ من إيران على إسرائيل".

مشاركة :